(الآداب المتوجبة على المعلم والمحدِّث والمحاضر)

الرئيسية المقالات مقالات دينية

(الآداب المتوجبة على المعلم والمحدِّث والمحاضر)

(الآداب المتوجبة على المعلم والمحدِّث والمحاضر)
1- الاخلاص: بأن يبتغي رضاء الله في عمله وتدريسه فلا يطلب أجراً ولا ثناءً على تعليمه إلا إذا تفرَّغ للتدريس وأصبح التعليم مصدر عيشه. ولا يُحجم عن قول الحق خوفاً من ضرر يُصيبه بسببه. فقد ورد في الآية ما يعبر عن إخلاص رسول الله صلى الله عليه وسلم (وياقوم لا أسألكم عليه أجراً إن أجري إلا على الله) وعن عام ابن عبد القيس قوله: إذا خرجتِ الكلمةُ من القلب دخلت في القلب وإذا خرجت من اللسان لم تتجاوز الآذان.
2- أن يكون قدوة لغيره بسلوكه وتطبيقه فلا يتكلم عن الزهد وهو أول المحبين للدنيا، ولا يتكلم عن الحشمة ونساؤه متكشفات، ولا يتكلم عن الكرم ولم يذق أحد طعامه- لأن الصدق في التزام تعاليم الاسلام شرط في التأثير على المستمعين وإلا لتحقق فيهم قول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون) الصف 2-3 . 3- أن يكون الحديث متناسباً مع ثقافة المستعمين- كأن يكون علمياً مع المتعلمين، مبسطاً غيرهم، وأن يكون الموضوع موافقاً لحاجات العصر، وبأسلوب العصر، وأن يكون في توجيه روحي أو أخلاقي أو فقهي بعيداً عن الأمور الخلافية هادفاً إلى ما فيه وحدة هذه الأمة واستنهاض همتها. ففي الأثر: (خاطبوا الناس على قدر عقولهم. أتحبون أن يكذَّب الله ورسوله).
4- أن لا يسرع في سرد الحديث فيفوِّت على المستمعين بعض الأفكار- ففي الحديث عن عائشة رضي الله عنها (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم يكن يسرد الحديث كسرد لكم- كان يتحدث حديثا لو عده العادُّ لأحصاه). متفق عليه. وأن لا يكون حديثه على وتيرة واحدة مما يدعو إلى الشرود. وأن لا يطيل الحديث فيمل الناس، بل يحاول أن لا يعالج الموضوع باسهاب ممل أو باختصار مخل . فخير الأمور أوسطها، والبلاغة الايجاز.
5- أن يكون المتحدث محضِّراً للموضوع الذي يتحدث فيه حتى يشعر المستمع بالفائدة، وأن يكون مشفوقاً بالمتعلمين واسع الصدر في تقبُّل أسئلتهم ففي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم (إنما أنا لكم مثل الوالد لولده) أخرجه أبو داود والنسائي. وأن لا يتحرج من أي سؤال فإذا جهله فلا يخجل من جهله إنما عليه أن يستمهل برد الجواب ريثما يراجعه، حتى إذا عرفه وجب عليه الرد، لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار) رواه أحمد وأبو داود والترمذي حديث حسن صححه الألباني. ولا يجوز أن يُفتي بغير علم ففي الحديث عن أبي هريرة (من أفتى بغير علم كان إثمه على ما أفتاه) رواه أبو داود والحاكم.
6- أن يقتصر في أدلته على الروايات الثابتة الصحيحة مبتعداً عن الحكايات الخيالية والاسرائ ليات فعصرنا عصر العلم وديننا دين العلم والمنطق والحجة.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض