قال تعالى:{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ
خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ
حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءًا
فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} (الرعد:11). لله تعالى ملائكة يتعاقبون على الإنسان من بين يديه ومن
خلفه، يحفظونه بأمر الله ويحصون ما يصدر عنه من خير أو شر، إن الله سبحانه وتعالى
لا يغير نعمة أنعمها على قوم إلا إذا غيروا ما أمرهم به فعصوه، وإذا أراد الله
بجماعة بلاء فلا مفرَّ منه، وليس لهم من دون الله من والٍ يتولى أمورهم، فيجلب لهم
المحبوب، ويدفع عنهم المكروه. أي، وأنت نائم تكون هناك ملائكة
يتعاقبون عليك، يمنعون الأذى عنك
{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ
أَمْرِ اللهِ...}(الرعد:11)، أي يحفظونه حتى
لا يقع عليه أمر الله سبحانه وتعالى. قال تعالى:{قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا
أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ
الرَّاحِمِينَ} (يوسف:64)، قال لهم
أبوهم: كيف آمنكم على "بنيامين" وقد أمنتكم على أخيه يوسف من قبل، وألزمتكم
بحفظه فلم تفوا بذلك؟ فلا أثق بالتزامكم وحفظكم، ولكني أثق بحفظ الله، خير
الحافظين، وأرحم الراحمين، وأرجو أن يرحمني فيحفظه ويرده عليَّ. وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ
باسم الله الحافظ المعطي، فكان عندما ينتهي من
الصلاة ويسلم يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد
وهو على كل شيء قدير.. اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا
الجد منك الجد"، اللهم لا مانع لما أعطيت معناها أن الله تعالى إذا
أراد لك أمرًا فإن أحدًا لا يمنعه إلا الله.