بشارات التبى الكريم الإنجيل 1- في تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهود قائلًا: «توبوا؛ لأنه قد اقترب ملكوت السماوات» فقوله: قد اقترب ملكوت السماوات إشارة إلى محمد – صلى الله عليه وسلم – كما هو بشارة بقرب بعثته، إذ هو الذي ملك وحكم بقانون السماء . 2- قدم لهم مثلًا آخر قائلًا: « يشبه ملكوت السماوات حبة خردل أخذها إنسان، وزرعها في حقله، وهي أصغر جميع البذور، ولكن متى نمت فهي أكبر البقول» . فهذه العبارة في الإنجيل هي عين ما ذكره – تعالى – في القرآن الكريم، إذ قال – تعالى -: {مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} [ الفتح :29] . المراد من ذلك محمد – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه . 3- « أنطلق لأني إن لم أنطلق لم يأتكم (البارقليط) فأما إن انطلقت أرسلته إليكم، فإذا جاء ذلك يوبخ العالم على خطيئته» أليست هذه الجملة من الإنجيل صريحة في التبشير بمحمد – صلى الله عليه وسلم -، من هو (البارقليط) إن لم يكن محمدًا؟ ومن هو الذي وبَّخ العالم على خطيئته سواه؟ إذ هو الذي بعث والعالم يسبح في بحور الفساد والشرور، والوثنية ضاربة أطنابها حتى في أهل الكتاب؟ ومن هو الذي جاء بعد رفع عيسى يدعو الله رب السماوات والأرض غير محمد صلى الله عليه وسلم؟. ومن الأدلة العقلية ما يلي: 1- ما المانع من أن يرسل الله محمدًا – صلى الله عليه وسلم – رسولًا، وقد أرسل من قبله مئات المرسلين، وبعث آلاف الأنبياء؟ وإذا كان لا مانع عقلًا ولا شرعًا، فبأي وجه تنكر رسالته وتكفر نبوته – صلى الله عليه وسلم – إلى عموم الناس؟. 2- الظروف التي اكتنفت بعثته – صلى الله عليه وسلم – كانت تتطلب رسالة ورسولًا يجدد للبشرية عهد معرفتها بخالقها عز وجل . 3- انتشارالإسلام بسرعة في أنحاء العالم، وأقطار شتى في أنحاء المعمورة، وقبول الناس له، وإيثاره على غيره من الأديان دليل صدق نبوته – صلى الله عليه وسلم . 4- صحة المبادئ التي جاء بها النبي – صلى الله عليه وسلم – وصدقها وصلاحيتها، وظهور نتائجها طيبة مباركة، تشهد أنها من عند الله – تعالى – وأن صاحبها رسول الله ونبيه . 5- ما ظهر على يديه – صلى الله عليه وسلم – من المعجزات والخوارق التي يحيل العقل صدورها على يد غير نبي ورسول . ومن تلك المعجزات: - انشقاق القمر له صلى الله عليه وسلم: فقد طلب الوليد بن المغيرة وغيره من كفار قريش آية معجزة منه – صلى الله عليه وسلم – تدل على صدقه في دعوى النبوة والرسالة، فانشق له القمر فرقتين: فرقة فوق الجبل، وفرقة دونة، فقال لهم النبي – صلى الله عليه وسلم -: « اشهدوا» قال بعضهم: رأيت القمر بين فرجتي الجبل – جبل أبي قبيس – وقد سألت قريش أهل بلاد أخرى: هل شاهدوا انشقاق القمر؟ فأخبروا به كما رأوه، ونزل قول الله – تعالى -: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} [ القمر: 1- 2] . - أصيبت عين قتادة يوم أحد، حتى وقعت على وجنته فردها الرسول – صلى الله عليه وسلم – فكانت أحسن منها قبل . - رمدت عينا علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – يوم خيبر، فنفث فيهما رسول الله – عليه الصلا والسلام – فبرئتا كأن لم يكن بهما شيء أبدًا . - انكسرت ساق ابن الحكم يوم بدر، فنفث عليها – صلى الله عليه وسلم – فبرئ لوقته، ولم يحصل له ألم قط . - نطق الشجر له – عليه السلام – فقد روى ابن عمر رضي الله عنهما قال: «كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل أعرابي، فلما دنا منه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أين تريد؟» . قال: إلى أهلي . قال صلى الله عليه وسلم: « هل لك إلى خير؟» قال: ما هو ؟ قال صلى الله عليه وسلم: « تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله» . قال: من شاهد على ما تقول؟ قال صلى الله عليه وسلم: « هذه الشكمة » - يعني الشجرة - فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض حتى قامت بين يديه صلى الله عليه وسلم؛ فاستشهدها ثلاثا أنه كما قال، ثم رجعت إلى منبتها؛ فرجع الأعرابي إلى قوله صلى الله عليه وسلم فقال: إن يتبعوني أقبلت بهم، وإلا رجعت فكنت معك»( ). - حنين جذع النخلة له – صلى الله عليه وسلم – فقد روى جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يستند إلى جذع نخلة من سواري المسجد، فلما صنع له المنبر؛ فاستوى عليه اضطربت تلك السارية كحنين الناقة حتى سمعها أهل المسجد، حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتنقها فسكنت»( ) . - دعاؤه – صلى الله عليه وسلم – على كسرى بتمزيق ملكه فتمزق . - دعاؤه – صلى الله عليه وسلم – لابن عباس بالتفقه في الدين، فكان عبد الله بن عباس حبر هذه الأمة . - تكثير الطعام بدعائه – صلى الله عليه وسلم – فقد أكل من مدي شعير فقط أكثر من ثمانين رجلًا . - تكثير الماء بدعائه – صلى الله عليه وسلم – فقد عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – بين يديه ركوة يتوضأ منها، وأقبل الناس نحوه، وقالوا: ليس عندنا إلا ما في ركوتك، فوضع – صلى الله عليه وسلم – يده في الركوة، فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون، فشرب القوم وتوضأوا، وكانوا ألفًا وخمسمائة نفر . - الإسراء والمعراج من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى إلى السماوات العلى إلى سدرة المنتهى، وعاد إلى فراشه ولم يبرد . - القرآن الكريم، الكتاب الذي فيه نبأ من قبلنا، وخبر من بعدنا، وحكم ما بيننا، وفيه الهدى والنور، فهو معجزته العظمى، وآية نبوته الخالدة والباقية على مر الأيام، وكل العصور ليظل به الدليل قائمًا على صدق نبوته – صلى الله عليه وسلم – والحجة ثابتة على الخلق إلى أن يرث الله الأرض . فالقرآن العظيم من أعظم ما أوتي نبينا – صلى الله عليه وسلم – من المعجزات، ومن أكبر ما أوتي من البينات، وفيه يقول: «ما من الأنبياء من نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة»