فتوى : نحن في بلد لا تغيب عنه الشمس، فكيف نؤدي صلاة المغرب والعشاء، والفجر؟ وما هو الحل بالنسبة لمكبرات الصوت التي تحدث إزعاجاً لبعض الناس حين الأذان؟
فريضة الصلاة ذات شأن عظيم، اهتم الإسلام بها، وبين تفاصيلها أدق بيان، فمواقيتها محددة، جعل لها الإسلام وقتاً ابتداء وانتهاء.
قال الله تعالى: (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) [سورة النساء آية 103] ، وقد تكفلت الأحاديث الكثيرة ببيان هذه الأوقات هذا بالنسبة للبلاد التي يعتدل فيها سير الليل والنهار، أما في البلاد التي يطول فيها الليل أو النهار عن حد الاعتدال ومنها ما أشرت إليه في سؤالك، فقد أرشدنا الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى ما ينبغي فعله، حتى لا تضيع هذه الفريضة أو تسقط مهما كانت الظروف.
روى الإمام مسلم في صحيحه عن النواس بن سمعان أن الصحابة قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدثهم عن المسيح الدجال، يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟
قال: أربعون يوماً – يوم كسنة، ويوم كشهر ويوم كجمعة،وسائر أيامه كأيامكم، قلنا يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال لا، "أقدروا الله قدره".
وبناء على هذا التوجيه النبوي الدقيق "أقدروا له قدره" نقول للإخوة الذين يعيشون في بلاد يطول نهارها أو ليلها عليهم أن يقدروا مدة الوقت الذي يكون بين الصلاتين، مسترشدين بتوقيت البلاد التي يعتدل فيها الليل والنهار، أو مواقيت مكة المكرمة، كما يرى ذلك بعض الفقهاء.
أما سؤالك عن الأذان في مكبرات الصوت، وإنها تسبب إزعاجاً أو أضراراً لبعض الناس، فهذا الأمر يمكن علاجه بالتفاهم مع أهل هذه المساجد، بمحاولة خفض الصوت قليلاً حتى لا يؤثر على النائمين، وفى نفس الوقت لا نعطل هذه الشعيرة، وهى تذكير المسلمين – خاصة في هذه البلاد – بدخول وقت الصلاة، ودعوتهم لأداء ما فرضه الله عليهم، فنكون قد جمعنا بين الحسنيين، وتجنبنا المشاكل بقدر ما نستطيع. والله تعالى أعلم.