أهل الصدق يحبون العفو والصفح من الله

الرئيسية المقالات مقالات دينية

أهل الصدق يحبون العفو والصفح من الله

أهل الصدق يحبون العفو والصفح من الله

قال تعالى:{وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (النور:22والمعنى: ولا يحلف أهل الفضل في الدين والسعة في المال على ترك صلة أقربائهم الفقراء والمحتاجين والمهاجرين، ومنعهم النفقة، بسبب ذنب فعلوه، وليتجاوزوا عن إساءتهم، ولا يعاقبوهم.. ألا تحبون أن يتجاوز الله عنكم؟ فتجاوزوا عنهم، والله غفور لعباده، رحيم بهم، وفي هذا حثُّ على العفو والصفح، ولو قوبل بالإساءة.

وقد جاء في سبب نزول الآية  "كان ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رَمَوا عائشة بالقبيح، وأفشَوا ذلك وتكلموا به، فأقسم ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيهم أبو بكر، ألا يتصدّق على رجل تكلم بشيء من هذا ولا يصله، فقال: لا يُقْسِم أولو الفضل منكم والسعة أن يصلوا أرحامهم، وأن يعطوهم من أموالهم كالذي كانوا يفعلون قبل ذلك، فأمر الله أن يُغْفَر لهم وأن يُعْفَى عنهم.. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} لما أنزل الله تعالى ذكره عذر عائشة من السماء، قال أبوبكر وآخرون من المسلمين، والله لا نصل رجلًا منهم تكلم بشيء من شأن عائشة ولا ننفعه، فأنزل الله {وَلَا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ}، يقول: ولا يحلف، حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله {وَلَا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى} قال: كان مِسْطَح ذا قرابة، (وَالْمَسَاكِينَ) قال: كان مسكينًا (والمهاجرين في سبيل الله) كان بدْريًّا. عن مجاهد قوله {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ) قال: أبوبكر حلف ألا ينفع يتيمًا في حِجْره كان أشاع ذلك، فلما نزلت هذه الآية قال: بلى أنا أحب أن يغفر الله لي، فلأكوننّ ليتيمي خيرَ ما كنت له قطُّ"

والسؤال: متى تتسابق في الخيرات وتعامل الله بصدق وحب؟ ما صنعه الصديق رضي الله عنه درس عظيم يتعلم الإنسان به بابًا من أبواب الطاعة، وإني أسألك الآن: هل لك باب تتاجر فيه مع الله؟ ربما يقول واحد: إني أتاجر مع الله تعالى في قيام الليل، فإني سمعت أحاديث كثيرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا فيها أن قيام الليل هو سبيل الصالحين، وأن قيام الليل مكفر لذنوب الإنسان، وأن قيام الليل يبعد الداء عن البدن، وأن الإنسان إذا قام الليل فإنه يناجي ربه في وقت السحر، وهذه ساعة لا يرد فيها السائل، إني أتاجر مع الله تعالى في قيام الليل، وأحيي ظلمات الليل، عسى الله أن ينور لي في قبري، فتجارتك مع الله تعالى في قيام الليل.




تصفح أيضا

الودود

الودود

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض