الخنازير والكلاب جزء أساسي من ثقافة أوربا
وعندما كنت في أوربا، فإن أحد أحبابي قال لي
هناك شوكولاتة بالخنزير وشوكولاتة من غير الخنزير، وهكذا أصبحت الخنازير والكلاب
جزءا أساسيا من ثقافتهم لا يستغنون عنه، حتى الكلاب فهناك بعض الشعوب التي تستمع
بأكل الكلاب، مثل: كوريا واليابان ومن استمتاعهم بها أنهم حينما يأتون بها لا
يذبحونها، وإنما يأتون بما أحبوا من الكلاب والخنازير، ويلقونها في آتون كبير جدا
به الماء المغلي ويلقون فيه الخنازير والكلاب، وهي حية وكل هذا حتى تحتفظ هذه
الكلاب والخنازير بالقيمة الغذائية الموجودة في دمائهما –سبحان الله- ثم يأخذون
الكلاب والخنازير بعد ذلك وهي مسلوقة بما يعتقدون فيه من أنها تحتفظ بقيمة غذائية
كبيرة.
وفي
اعتقادهم أنَّ هذه القيمة الغذائية تقل كثيرا إذا ذُبح الكلب ونزل منه الدم؛ فهم
يحبون دماء الكلاب التي أصابتهم بالنتانة، ويحبون دماء الخنازير الذي أصابهم بالبرودة
والبلادة الأخلاقية.
وقد
تَعَجَّبَ صلاحُ الدين الأيوبي عندما شاهد الصليبيين يفعلون أمورا غريبة جدًا
ذكرها المؤرخون مثل: ابن الأثير وغيره، وكان يحكي عن بَلادَةِ الصليبيين؛ من أن
الواحدَ منهم كان من الممكن أن يستغني عن زوجته إذا طلب منه شخص آخر فيأخذها، ويقضي
معها الليلة كيفما شاء – ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم – والعرب حينما
كانوا يشاهدون تلك الأمور التي كانت تحدث وهم بالقدس كانوا يندهشون وكاد الواحد
منهم أن يُصاب بالجنون؛ بسبب تلك الحالة التي أصابت الصليبيين من البرودة
واللامبالاة؛ فالخنازير هي التي جعلتهم كذلك؛ فهم يأكلوه رغم أن الله تعالى حرّم
أكله، وعلى هذا أحب أن أوضح لصديق الملحد على حدّ قول الشاعر:
وكل من يدعي في العلم معرفة |
|
علمت شيئا وغابت عنك أشياء |
فأنت يا صديقي الملحد علمت شيئا وقد غابت
عنك أشياء كثيرة.
الملحد يقاطع فضيلة الدكتور قائلا: وما الذي
غاب عني؟
صديقي الملحد، لقد غابت عنك الحكمة الإلهية
التي خلق الله تعالى الخنازير لأجلها، وليس من بينها أبدًا أن البشر يتخذون
الخنازير كطعام، ودعوني ألخص لكم ما وَرَدَ في الأبحاثِ العلميةِ عن وظيفةِ
الخنازيرِ التي خلقها الله تعالى من أجلها،
والوظيفة الأولى: هي أن الله خلقها، لكي تجمع أكبر عدد ممكن من الجراثيم الموجودة
بالقمامة؛ فلو بقيت هذه الكمية الكبيرة من الجراثيم لأصابت المجتمع بحالة من
التلوث البيئي، وهكذا فإن الخنازير يقوم بالتغلب على الجراثيم الموجودة بالقمامة،
وبالتالي فإنه أصبح غير طيب من حيث الأكل، ولهذا فقد حَرَّمَ اللهُ أكله على
البشر؛ لأنه عبارة عن مستكن للجراثيم والأوبئة.
أحبتي الكرام، أحب أو أوضح لكم أن الفساد لا
يأتي من الله تعالى؛ فالفساد يأتي منا نحن، يقول تعالى:﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا
لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الروم:41].