اسم الله تعالى (المبدئ) اسم الله تعالى ( المعيد)
هما اسمان من أسماء الله الحسنى، والمبدئ معناه منشئ الأكوان، وموجدها من العدم، وهو الذي أحسن خلق الأشياء وأتقنها وأحكمها، وأنه كان ولا شيء قبله، ثم بدأ الخلق من العدم إلى الوجود فأحسن كل شيء خلقه بتقدير وتدبير وعلم، والمعيد معناه معيد الأشياء بعد فنائها، وأنه تعالى يعيد خلقه من بعد الحياة إلى الموت ثم يعيدهم من بعد الموت إلى الحياة .
وقد ورد في القرآن الكريم كيف بدأ الله تعالى خلق الإنسان – أبا البشر آدم من طين، ثم أن سلالته يتناسلون من نطفة تخرج من بين صلب الرجل وترائب المرأة، ثم كيف سواه – آدم لما خلقه – ونفخ فيه من روحه، وكيف جعل لكم السمع والأبصار والأفئدة، وذلك في قوله – تعالى –: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِين* ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّاء مَّهِين* ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُون} [السجدة:7- 9].
وهو الذي بقدرته وسلطانه يبدأ الخلق ثم يعيده، قال – تعالى -: {أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِين}[النمل:64].
وقد ورد في القرآن الكريم كيفية إعادة الخلق، وكيف كانوا عدمًا فأخرجهم وأعادهم إلى الوجود، وفي الخبر أن الخلق جميعًا كانوا أمواتًا فأحياهم أمواتًا في أصلاب آبائهم، لم يكونوا شيئًا حتى خلقهم، ثم يميتهم موتة الحق، ثم يحييهم حين يبعثهم، كنا ترابًا قبل أن يخلقنا الله فهذه ميتة، ثم أحيانا فخلقنا فهذه حياة، ثم يميتنا فنرجع إلى القبور، فهذه ميتة أخرى، ثم يبعثنا يوم القيامة فهذه حياة أخرى، فهذه ميتتان وحياتان، وقيل: خلقنا في ظهر آدم، ثم أخذ علينا الميثاق، ثم أماتنا ثم خلقنا في الأرحام، ثم أحيانا يوم القيامة، وذلك في قوله – تعالى -: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُون}[البقرة:28].
كما ورد بالقرآن الكريم أن الله تعالى من قوته وقدرته التامة يبدئ الخلق ويعيده كما بدأه بلا ممانع، ولا مدافع، فكما بدأهم هو القادر على إعادتهم، وذلك واجب الوقوع ؛ لأنه من جملة وعد الله الذي لا يخلف، ولا يبدل، وهو القادر على ذلك، وذلك قوله – تعالى -: {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيد}[البروج:13].
فالذي بدأ الخلق قادر على إعادته، فذلك سهل عليه يسير لديه، كما أن إعادة الشيء أسهل من ابتدائه، قال – تعالى -: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم}[الروم:27].