الحكمة في الدعوة وحسن المعاملة: لقد بيَّن المولى عز وجل في كتابه طرق الدعوة إلى الله تعالى، آمرًا نبيه محمدًا r بالدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، فقال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: 125]، فكان في هذا التأكيد على معنى المسامحة في الدعوة وعدم اتخاذ العنف وسيلة لها. وطابع الحكمة والمعاملة الحسنة في الدعوة إلى الإسلام قبل القتال كانت تلازم الفاتحين حين الفتح، حرصًا منهم على هداية الأعداء للإسلام، وترغيبهم في قبوله، ففي فتح العراق، بعث أبو بكر ؤضى الله عنه إلى خالد بن الوليد ؤضى الله عنه أن يسير إلى العراق، وأن يتألف الناس ويدعوهم إلى الله عز وجل، فإن أجابوا وإلا أخذ منهم الجزية، فإن امتنعوا عن ذلك قاتلهم ...، فقال لهم خالد: أدعوكم إلى الله وإلى الإسلام، فإن أجبتم إليه فأنتم من المسلمين لكم ما لهم وعليكم ما عليهم، فإن أبيتم فالجزية، فإن أبيتم فقد أتيتكم بأقوام هم أحرص على الموت منكم على الحياة