الاختلاف بين الرّهاب
الاجتماعي وبين اللا مبالاة:
وهناك نقطة مهمة جدا؛ فقد
قلنا مسبقا إن هذا المرض: "الرّهاب الاجتماعي" يساوي الخمول الدائم،
والكسل، وفقد الإحساس بالزمن، والعجز وسيطرة الخوف، ولكننا لا يمكن أن نقول أبدا
إن هذا المرض يساوي "اللامبالاة"؛ وذلك لأنَّ مَنْ عنده لا مُبالاة هو
إِنسانٌ مُنخرطٌ في الحياة، هو إنسانٌ مُتفاعلٌ، ومع تفاعله هذا يُصاب بِحَالةٍ من
العَجْزِ، يُصاب بِحَالةٍ من قِلَّةِ الاهتمام، وحياته تكون دومًا مليئة
بالانتكاسات، والأمور بالنسبة إليه متشابهة جدا عنده، كما نقول بالأمثال:
"زيد كمثل عبيد"، فتنشأ عنده في ذلك الوقت حالة من اللامبالاة، ويذهب
إلى عمله متأخرا، ويتساوى عنده الخَصمُ في المرتَّبِ مع المُكافأة؛ فالأمور
بالنسبة له متشابهة، وتنشأ عنده حالة من اللا مسئولية.
لكن هذا المرض، وهو مرض:
"الرّهاب الاجتماعي" بعيد جدا عن اللامبالاة؛ وذلك لأنَّ الإنسان الذي
عنده لامبالاة، ولا مسئولية هو الذي اختار هذا، اختار أن يعطل مصالحه، واختار أن
يُعطِّلَ مَصالحَ الناس ويسيء إلى سمعته، ولكنَّ مريض "الرّهاب
الاجتماعي" مختلف تماما؛ لأنه لم يختر هذا المرض؛ هو مُجْبَرٌ عليه وليس
باختياره.
لكن هذا المرض، وهو مرض: "الرّهاب الاجتماعي" بعيد جدا عن اللامبالاة؛ وذلك لأنَّ الإنسان الذي عنده لامبالاة، ولا مسئولية هو الذي اختار هذا، اختار أن يعطل مصالحه، واختار أن يُعطِّلَ مَصالحَ الناس ويسيء إلى سمعته، ولكنَّ مريض "الرّهاب الاجتماعي" مختلف تماما؛ لأنه لم يختر هذا المرض؛ هو مُجْبَرٌ عليه وليس باختياره.