هَدي النبي صلى الله عليه وسلم في علاج العُذرَةِ وذات الجَنبِ

الرئيسية المقالات مقالات دينية

هَدي النبي صلى الله عليه وسلم في علاج العُذرَةِ وذات الجَنبِ

هَدي النبي صلى الله عليه وسلم في علاج العُذرَةِ وذات الجَنبِ
الحمد لله رب العالمين, لك الحمد على نِعمة الإيمان ونِعمة الإحسان ونِعمة القرآن ونِعمة البيان {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)} [الرحمن: 1 - 4] والصلاة والسلام على خير الأنام، ومِفتاح دار السلام المبعوث من تِهامة المنعوتِ بالعلامة وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار.
الدرسُ الخامس عشر في المعايشة النبوية يتكلم عن "هَدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم في علاج العُذرَةِ وذات الجَنبِ" قد تبدو الكلمات غريبةً على مسامعكم الطاهرة، ولكنه علمٌ ــــ إن شاء الله ـــــ يُنتَفع به.
نبدأ بالجانب النبوي ثم نتكلم عن الجانب العلاجي والوقائي.
 جاء في الصحيحين البخارِي ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الحِجَامَةُ، وَالقُسْطُ البَحْرِيُّ» وَقَالَ: «لاَ تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بِالْغَمْزِ مِنَ العُذْرَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالقُسْطِ»  .
وعَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ رضي الله عنها، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " عَلَيْكُمْ بِهَذَا العُودِ الهِنْدِيِّ ، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ: يُسْتَعَطُ بِهِ مِنَ العُذْرَةِ، وَيُلَدُّ  به مِنْ ذَاتِ الجَنْبِ") .
 
سنعرف معني العُذرَة، ومعنى ذات الجنْب، ولكن نبدأ بمعنى " َالقُسْطُ أو العود الهندي": هو عبارة عن عودٍ صغير كما شرحتُ لك مثل لحاء البلُّوط والذَّرِّيرَة ومثل أعواد القِرفَة الطويلة المعروفة.
والعود الهندي هذا له فوائد كثيرة جدًّا، سواء َالقُسْطُ الهندي أو َالقُسْطُ البَحري، وَالقُسْطُ البحري لم يَعُد موجودًا، والموجود حاليًا هو العود الهنديّ، يعملون منه البخور ومُشُوق (تُستَنشَقُ) وتُغْلَى، أي: إنه له استخدامات كثيرة جدًا وجميلةً.
 وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:" فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ "  ومنها " يُسْتَعَطُ بِهِ مِنَ العُذْرَةِ " والعُذْرَة: المنطقة بين الأذن والحلق، قد يخرج بها لدى الأطفال أو لدى الكبار ــ سلمكم الله تعالى ـــ من الداخل أو الخارج، مثل وَرم أو التهاب في هذا المكان.
وكانوا في الماضي يعالجون هذه العُذْرَةِ بالضغط بشيء ما جافًا أو طرِيًّا على المكان من الخارج باستمرار، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بِالْغَمْزِ مِنَ العُذْرَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالقُسْطِ» " ِالْغَمْزِ" أي: لا تعمل من نفسك طبيبًا [بالتقليد الأعمَى] حين يكون ابنكَ مريضًا وعنده العُذرةُ هذه فلا تستخدمْ آلةً وتظل تَغمِز بها على موضع المرض بالآلة هذه! فتؤدي إلى مضاعَفته أو انتشاره وفي كل الأحوال هذا تعذيبٌ للولد!.
وهناك من قال: إن "العُذرَةَ" مرضٌ في الحلْقِ (التهابات الحلق أو تهيُّجات الحلق، أو التحيكات بالحلق) أو عبارة عن ورم في الحلق أيضًا!.
وبعض الناس كان يعالج العُذرة بأن يأتي بمنديل أو قُماشةٍ بطريقة معيَّنة ويفتلها جيدًا ويدخلها في فم المريض والمريض مُستلقيًا على ظهره ويتعامل بهذه القماشة المفتولة كأنها عملية جراحية بالفعل مثل منظار، وفيها المريض ينزل دمًا من حلقه؛ فيستريح نسبيًّا (راحة نسبية غير مؤكدة) كانت عملية جراحية طبيعية، فنهَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن هذا، وقال: "لا.." لأن هذا العمل يؤدي إلى إيذاء المريض، وقد ينتشر المرضُ على حسب حجمه، فنهَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن هذا، فقال: لا تستخدموا هذا الأسلوب الجراحي واستخدِموا القُسْط الهندي.
القُسْط الهندي يعملون منه قَطرةً يُقَطَّرُ في الأنف؛ وحين يُقَطَّر في الأنف للمريض، وعنده مشكلة في حَلْقِه (العُذرة) فإن هذه القَطرة تنزل في الأنف على هذه العُذرة وتزيلها تمامًا! ولذا قال صلى الله عليه وسلم: "فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ" أو حاجة أخرى، نأتي بالقُسْط الهندي الذي هو النُّشوق ويستنشِقُه المريض.
وإذن القُسْط الهندي إما أنه يُستَنشَقُ أو يُقَطَّر أو يُشَمُّ وهكذا.
والقُسْط الهِندِي كما جاء في القواميس: عبارة عن قطعة خشبية تُشْبِه عِيدانَ القِرفة، ويُؤخَذ من جذور نبات القُسْط، الذي يُزرعُ في الهِند، ولذا سُمِّيَ بالقُسْط الهندِي، وهو مشهورٌ في العالَم كله، ويُسَمَّى الكُست الْمُر أو القُسط الْمُرّ، ويسمى بالقُسط الشامِي إذا كان مزروعًا في بلاد الشام" وأفضَلُه ما أتَى من كَشمير بالهند  وهو يُعالج التهاب الحلق، وكل منطقة الحلق.
مريض العُذرَة الذي عنده مشكلة كالخُراج أو دِمِّل في حلقِه، فإن القُسط الهندي يُعالج هذه المشاكل أو الجروح، ونعرف أنه مريض من ارتفاع الحرارة، وتضخم اللوزتين وألم بالبطن، وصعوبة في البلع، لا يستطيع البلع فطريق البلع مسدود، وعنده سُعال مستمر، فحين تصل المشكلة لهذا الحد نُسمِّي هذا مريضًا بالعُذرة.
ويحتاج هذا المريض إلى الراحة التامة، ويُعالج بالقُسط الهندي وهو يُعتبر كمُضاد حيوي.
الذي ليس عنده القُسْطُ الهندي يتناول مضادًّا حيويًّا كبديل عنه، اسمُه: أُوجمتِين، فهو أقرب حاجة لما قاله حضرةُ النبي صلى الله عليه وسلم.
 

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض