العطاء من الخلق، والمنع من الله إحسان
ومن
الحكم الربانية التي قلتها سابقا، "العطاء من الخلق، والمنع من الله إحسان"،
وشرحتها شرحا وافيا قبل ذلك؛ فالعطاء من الخلق حرمان؛ لأن الخلق عندما يعطون لفترة
وجيزة، ولفترة منقطعة، لفترة غير موصولة، فهم يعطون لعلة، أما عطاء الله تعالى
فإنه ليس محظورا، يقول تعالى: ﴿وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾ [الإسراء:
20]، فالعطاء من الخلق حرمان؛ فالرجل يعطي زوجته على قدر حياته، وعندما يموت تُحرم
هذه الزوجة من عطائه، إذن فإن العطاء من الخلق حرمان، والزوجة تعطيه بكل حنانها ما
دامت حية، وعندما تموت يُحرم منها مثلا، وهكذا فإن العطاء من الخلق حرمان، والمنع
من الله تعالى يكون إحسانا؛ فالله تعالى يمنع عنك شيئا لكي يُجنبك مخاطر أنت لا
تعرفها.