كذلك من الصحابة المشهورين بالصدق كعب بن مالك رضي الله عنه، قال حين تخلّف عن تبوك: "والله ما أنعم الله علي من نعمة بعد إذ هداني أعظم من صدقي لرسول الله ﷺ: ألا أكون كذبت فأهلك كما هلك الذين كذبوا حين أُنزل الوحي: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}. في البخاري عن عبدالله بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب بن مالك لما عمي، قال: "سمعتُ كعب بن مالك يحدّث فينا حين تخلف عن قصة تبوك فقال: والله ما أعلم أحدًا أبلاه الله في صدق الحديث أحسن مما أبلاني، ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله ﷺ إلى يومي هذا كذبًا أبدًا"، ونزل قوله تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (التوبة:117-119).