رمضان جنة البيوت المسلمة

الرئيسية المقالات مقالات دينية

رمضان جنة البيوت المسلمة

رمضان جنة البيوت المسلمة
هيأ الله تعالى لعباده فى رمضان أسباب الطاعة وفتح لهم أبواب المنافسة فيها، وشهر الصيام موسم المتصدقين وفرصة سانحة للباذلين والمنفقين وجنة المتقين، فرمضان جنة البيوت المسلمة تتلقاه بالشوق والعمل، وتزرع فيه الأعمال الصالحة لتحصدها نعيمًا فى الدنيا والآخرة.
لا وقت أغلى ولا أجمل ولا أثمر من رمضان للبيت المسلم، تشرق فيه شمس الطاعة وتنبت أزهار المحبة والأخلاق الكريمة وتذوب الخلافات وتجتمع الأسرة صغيرها وكبيرها فى جو من الطاعة ليلا ونهارا.
فما أحرى أن يكون هذا الموسم الربانى مدرسة تقى الأسرة من أدران المعاصى وتعودها على طاعة الرحمن. وفى حياة النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين كثير من الصور المشرقة للتآزر والتآلف واغتنام الخيرات فى رمضان.
إن الله تعالى قد هيأ فى رمضان لعباده أسباب الطاعة، وفتح لهم باب المنافسة فيها. روى الترمذى وغيره عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادى منادٍ: يا باغى الخير أقبل، ويا باغى الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة).
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشّر أصحابه بقدوم شهر رمضان المبارك فيقول: «يا أيها الناس، قد أظلّكم شهر مبارك، فيه ليلة خير من ألف شهر، فرض الله فيه صيامه، وجعل قيام ليله تطوعًا، فمن تطوّع فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فى ما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة، فهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وهو شهر المواساة، وهو شهر يزاد فيه رزق المؤمن، من فطّر فيه صائمًا كان له عتق رقبة، ومغفرة لذنوبه». (أخرجه ابن خزيمة من حديث سلمان رضى الله تعالى عنه).
لقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك ليهيئ نفوس أمته لاستقبال هذا الشهر المبارك، فيغتنموه، فشهر رمضان لا يتكرر فى العام إلا مرة واحدة، وما يدرى المرء أيعود لمثله أم لا.
إن لله فى رمضان هبات وعطيات ونفحات، لا يدرك أحد مدى ذلك، حجب الله علم ذلك عن كل أحد من خلقه، وقال «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لى وأنا أجزى به» (متفق عليه). وقد بيّن فى حديث آخر أن «من أدرك رمضان فلم يغفر له، أبعده الله». (أخرجه ابن حبّان وأحمد)، وفى رواية «رغم أنف من أدرك رمضان فلم يغفر له».
وفى بستان هذا الفضل العظيم وخير الطاعة العميم فإن للبيت المسلم ميادين للثمار اليانعات من جنات الطاعة فى رمضان منها:
اجعل شهر رمضان زمنا للقائك بالقرآن بعد شوق، واجتمع أنت وأهل بيتك على كتاب الله:
قال ابن رجب: وفى حديث فاطمة رضى الله عنها عن أبيها صلى الله عليه وسلم أنه أخبرها: « أنّ جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن كل عام مرةً وأنّه عارضه فى عام وفاته مرتين » متفق عليه. وفى حديث ابن عباس «أنّ المدارسة بينه وبين جبريل كانت ليلًا» متفق عليه.
وكان الأسود بن يزيد يختم القرآن فى رمضان فى كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن فى غير رمضان فى كل ست ليالٍ. وكان مالك بن أنس إذا دخل رمضان يفرُّ من الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف، وكان سفيان الثورى إذا دخل رمضان ترك جميع العباد وأقبل على قراءة القرآن، وكان سعيد بن جبير يختم القرآن فى كل ليلتين، وكان زبيد اليامي: إذا حضر رمضان أحضر المصحف وجمع إليه أصحابه، وكان الوليد بن عبد الملك يختم فى كل ثلاثٍ، وختم فى رمضان سبع عشرة ختمه، وقال الربيع بن سليمان: كان الشافعى يختم القرآن فى شهر رمضان ستين ختمة، وفى كل شهر ثلاثين ختمة.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض