غزواته صلى الله عليه وسلم: وكانت المعركة، الأولى بينه وبين قومه (قريش) في (بدر) بجوار المدينة. وفي شأنها نزلت آية: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ من قُوَّةٍ وَمن رِباطِ الْخَيْلِ) إلخ. وكانت غزوة (بدر الكبرى) هذه في رمضان من السنة الثانية للهجرة. وتلتها غزوة (بني قينقاع) وهم قبيلة من اليهود كان النبي صلّى الله عليه وسلم قد عاهدهم وأمنهم على أنفسهم وأموالهم وحرية دينهم، فنقضوا عهده. وفي السنة الثالثة كانت غزوة (أحد) في الجبل المشرف على المدينة المسمى بهذا الاسم. وفي الرابعة غزوة (ذات الرقاع) و (بدر الثانية). وفي الخامسة غزوة (الخندق) وغزوة (بني قريظة). وفي السادسة غزوة (ذي قرد) و (بني المصطلق) وفيها بعث النبي صلّى الله عليه وسلم الرسل إلى كسرى وقيصر والنجاشي وغيرهم من عظماء الملوك كالمقوقس بمصر، والحارث الغساني بالشام، يدعوهم إلى الإسلام. وفي السنة السابعة كانت غزوة (خيبر). وفي الثامنة غزوة (مؤتة) و(حنين) وفيها، قبل حنين، فتح المسلمون (مكة) وكانت معقل المشركين، من قريش وغيرهم، وفي التاسعة غزوة (تبوك) وكان النصر في أكثر هذه الوقائع للمسلمين. وفي العاشرة أقبلت وفود العرب قاطبة على النبي صلّى الله عليه وسلم، وهو بالمدينة. وبعث ابن عمه (علي بن أبي طالب) إلى اليمن فأسلمت (همدان) كلها وتتابع أهل اليمن، وملوك حمير على الإسلام. وحجّ حجة الوداع (سنة 10هـ) وكانت خطبته فيها، وهو على ناقته، من أطول خطبه، وأكثرهن استيعابا لأمور الدين والدنيا. وفي أواخر صفر (سنة 11 هـ) حمّ بالمدينة، وتوفي بها في 12 ربيع الأول، ودفن في مرقده الشريف صلى الله عليه وسلم. من كتاب الفاتحون للقلوب لفضيلة الاستاذ الدكتور أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الاسلامي