رحلة الراشد (82) الأسماء الحسنى في رحلة الراشد لفضيلة الأستاذ الدكتور/ أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الإسلامي

الرئيسية المقالات مقالات دينية

رحلة الراشد (82) الأسماء الحسنى في رحلة الراشد لفضيلة الأستاذ الدكتور/ أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحياة العمرية التي نطالعها صباح مساء تفتح شهيتنا للعلم والدراسة والعطاء
أين نجد الأسماء الحسنى في العقيدة العمرية؟
تجدها في الدعاء، إنه يدعو بأسماء الله الحسنى، نجدها في بداية رسائله المكتوبة في حمد الله بأسماء الله
فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو، فإني أحمد الله إليكم الحي القيوم، وهكذا
ونلمح الأسماء الحسنى في حياته في بعض المواعظ التي سأذكرها بعد قليل كان يستخدم فيها الأسماء الحسنى
وأكثر الأسماء الحسنى الذي استخدمها الراشد هي الله، الرب، الرحمن، الرحيم، المليك، الخبير، الكريم، الحي، الرقيب، الشهيد، الواحد، القهار، العلي، العظيم، العفو، الغفور، العزيز، الحكيم، الوارث، الخالق، العليم.
وكل اسم من هذه الأسماء استخدمه الراشد رضي الله تعالى عنه في مواضع عديدة جدا
كتب عمر بن عبد العزيز رسائل إلى الأمر فكان يستهلها أما بعد فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو
وكان يدعو باللهم ردني بقضائك وبارك لي في قدرك، وكان يدعو يارب يارب خلقتني وأمرتني ونهيتني ورغبتني في ثواب ما أمرتني به، يارب انفعني بعقلي
أيضًا؛ الرحمن الرحيم، كتب عمر بن عبد العزيز إلى ولي عهده يزيد بن عبد الملك، بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى يزيد بن عبد الملك
فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو، وقد عملت أني مسئول عما وليت يحاسبني عليه مليك الدنيا والآخرة، إلى آخر هذه الرسالة
فإن يرضى الله الرحيم فقد أفلحت، فعليك بتقوى الله والرعية الرعية، فإنك لن تبقى بعدي إلا قليلا حتى تلحق اللطيف الخبير
تلاحظ أن معظم الرسالة مشتملة على الأسماء الحسنى.
اسم الحي:
كان لعمر بن عبد العزيز صديق فعلم أنه مات، فأتى إلى أهله كي يعزيهم وهو أمير المؤمنين فصرخوا في وجهه
فقال لهم عمر: إن صاحبكم هذا لم يكن يرزقكم، فإن الذي يرزقكم هو الحي، الحي، هو الحي الذي لا يموت
تلاحظ استخدام الأسماء الحسنى في كل كتاباته
وكان يكتب إلى الناس: إن الله على كل شيء رقيب، يأخذها من قوله تعالى
(فلما توفيتني كنت أنت الرقيب) يعني الحفيظ عليهم وأنت على كل شيء شهيد
أي أن الأسماء الحسنى التي يستخدمها يقتبسها من القرآن الكريم ومن سنته صلى الله عليه وسلم
وكتب عمر بن عبد العزيز في مرض موته الذي توفي فيه إلى يزيد بن عبد الملك قال:
فإن يعفو عني فهو العفو الغفور تأمل؛ العفو الغفور وإن يؤاخذني بذنبي فيا ويحى نفسي إلى ماذا تصير، الله أكبر
تلاحظ استخدامه العفو الغفور.
وكتب عمر إلى ابنه رسالة وفيها: فلله الحمد رب السموات والأرض رب العالمين وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم
وكان يستخدم الواحد القهار في كتاباته إلى الأمراء مستأنسا لقوله تعالى لمن الملك اليوم لله الواحد القهار.
وتلاحظ أيضًا أنه كان يستخدم اسمه الخالق جل جلاله فكتب عمر في التقوى هذه الرسالة
أيها الناس إني لست بخازن ولكني إنما أضع حيث أمرت ألا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه وتعالى
وكان يستخدم اسم العليم، سبحانه وتعالى، كتب عمر إلى المكذبين بالقدر: ولقد أعظم بالله الجهل من زعم أن العلم كان بعد الخلق
بل لم يزل الله وحده بكل شيء عليما وعلى كل شيء شهيدا قبل أن يخلق وبعد ما خلق إن الله بكل شيء عليم
وكان يؤمن أن أسماء الله أزلية قبل الزمان وقبل المكان، من زعم أن العلم كان بعد الخلق لم يزل الله وحده بكل شيء عليم
هذا جهل كبير وجهل عظيم.
نلاحظ أيضًا سلمكم الله تعالى وأحبكم، أن استخدام الأسماء الحسنى كان لصيقا بلسانه وكان لصيقا بقلبه، لشدة تعلقه بالأسماء الحسنى.
وعندما نتكلم عن الأسماء لابد أن نذكر الناس أيضًا بصفات الله سبحانه وتعالى فيرى أهل السنة والجماعة أن الصفات لله سبحانه وتعالى جزء من الأسماء الحسنى
مثلا؛ أثبت عمر صفة النفس لله تعالى، وصفة الوجه لله تعالى، وصفة العلم لله تعالى، وصفة الكبرياء لله تعالى، وصفة القدرة لله تعالى، وصفة العلو لله تعالى، وصفة المعية والقرب لله تعالى، وصفة النزول لله تعالى، وصفة المشيئة والإرادة لله تعالى، وصفة الغضب لله تعالى، وصفة الرضا لله تعالى، وصفة الرحمة لله تعالى، الله.
بعض هذه الصفات يتصل في أساسه بالأسماء الحسنى وبعدها يستقل عن الأسماء الحسنى تماما.
يعني مثلا لو أخذنا صفة النفس لله تعالى
(وإذا قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للحواريين اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك)
وقال تعالى (ويحذركم الله نفسه)
وقال تعالى (كتب ربكم على نفسه الرحمة)
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا نحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك».
وفي الحديث القدسي: إذا ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي.
وهذا الكلام فيه تفاصيل كثيرة جدا.
إثبات صفة الوجه لله تعالى:
يقول عمر: وإني أقسم لكم، في رسالته إلى الخوارج
وإني أقسم لكم بالله لو كنتم أبكاري من ولدي لدفقت دماءكم ألتمس بذلك وجه الله والدار الآخرة، يا سلام
(والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم)
(وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله)
اللهم إن كنت فعلت هذا ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه.
(ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)
إثبات صفة العلم لله سبحانه وتعالى:
لا خلاف على هذا، الله تعالى العليم والعالم والعلام، والمحيط (وإن الله بكل شيء عليم) (اللهم إني أستخيرك بعلمك) (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) يعني إذن العلم صفة الله كما أثبتها أهل السنة والجماعة.
صفة الكبرياء لله تعالى:
إن الكبرياء كما يقول عمر رداء الرحمن فمن نازع الرحمن في الكبرياء نازعه إياه، الكبرياء من صفات الله تعالى
ولا يجوز لأحد أن يتصف بما وصف الله به نفسه
(وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم)
العز إزاري والكبرياء ردائي فمن ينازعني عذبته.
ما أثر عن عمر بن عبد العزيز في صفة القدرة لله تعالى: كتب هذه الرسالة إلى بعض عماله
(فإذا دعتك قدرتك على الناس إلى ظلمهم فاذكر قدرة الله عليك في نفاذ ما يأتي إليهم وبقاء ما يأتي إليه)
وفي رسالة أخرى: فالله أعز في قدرته، وأمنع من أن يملك أحدا إبطال علمه
وقال صلى الله عليه وسلم: يا أبا مسعود اعلم أن الله تعالى أقسم عليك منك على هذا الغلام، حديث أبي مسعود البدري.
صفة العلو لله سبحانه وتعالى يشار إلى الأسماء:
الإيمان لا يكون إلا بهذا، الإيمان لا يكون إلا بهذا، الإيمان لا يكون إلا بهذا وهو العلي العظيم.
وسأل النبي الجارية أين الله؟ قالت في السماء، قال إنها مؤمنة. سبحانه وتعالى.
إن الله يستحيي من العبد إذا رفع إلى يديه أن يردهما صفرا. الله ما هذا الجمال. ما هذا الجمال؟
إذن صفة العلو لله تعالى والكبرياء لله تعالى لا ينازعه فيهما أحد، فهو القدير وهو العليم وهو الخبير جل جلالك يا الله.
كان الله والعرش وهو الآن على ما كان، وكان الله ولا شيء معه سبحانه وتعالى.
أيضًا من صفات الله سبحانه وتعالى صفة المعية والقرب، كتب عمر بن عبد العزيز إلى أيوب بن شرحبيل وأهل مصر
ومن يخالف ما نهي عنه نعاقبه في العلانية ويكفينا الله ما أسر، إنه على كل شيء رقيب، والله على كل شهيد.
الصفات:
إثبات صفة النزول لله سبحانه وتعالى يوم القيامة لفصل القضاء:
خطب عمر بن عبد العزيز هذه الخطبة وكانت آخر خطبة خطبها، فحمد الله وأثنى عليه
ثم قال: إنكم لم تخلقوا عبثا ولم تتركوا سدى أن لهم معادا ليحكم فيكم ويفصل بينكم جل جلالك يا الله.
إثبات صفة المشيئة والإرادة: قال عمر: لو أراد الله تعالى ألا يعصى ما خلق إبليس وهو رأس الخطيئة.
أيضًا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يثبت لله سبحانه وتعالى مع صفة المشيئة صفة القدرة (فعال لما يريد)
(إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون)
المشيئة مع القدرة مع العلم (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)
هذا الموضوع موضوع الصفات لله سبحانه وتعالى موضوع واسع جدا، ومنه صفة الغضب لله سبحانه وتعالى
وفي هذا أحاديث كثيرة جدا لله عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وكتب عمر إلى بعض عماله
أما بعد، فإني أوصيك بتقوى الله ولزوم طاعته، فإنه بتقوى الله نجا أولياء الله من سخطه يعني من غضبه.
(غضب الله عليه ولعنه) (وباءوا بغضب من الله) سبحانه وتعالى جل جلالك يا الله.
وفي الحديث إن الله تعالى يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك وسعديك والخير بين يديك
فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى؟ يارب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك
فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون يارب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا
صفة الرضا لله سبحانه وتعالى:
يقول: فإن يرضى عني الرحيم فقد أفلحت (لقد رضي الله عن المؤمنين والمؤمنات إذ يبايعونك تحت الشجرة)
فيقول (رضي الله عنهم ورضوا عنه) يعني كل ما قيل مثبت بالأدلة من القرآن والسنة.
صفة الرحمن:
كان يدعو فيقول اللهم لا تعطني عطاءً يبعدني من رحمتك في الآخرة، يا سلام، وكان يدعو واكفني كل هول دون الجنة حتى تبلغينها برحمتك يا أرحم الراحمين
ولا زلنا في استعراض صفات الرحمن سبحانه وتعالى كما ذكرها وشرحها عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه
صفة الرحمة لله سبحانه وتعالى كان يدعو
فيقول: اللهم اكفني كل هول دون الجنة ورحمتي وسعت كل شيء، فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون.
ويبقى الإشارة إلى عقيدة أهل السنة في أركان الإيمان
الإيمان بالله، الإيمان بالملائكة، الإيمان بالكتب السماوية، الإيمان بالرسل، الإيمان بفضائل الصحابة، الإيمان باليوم الآخر، الإيمان بالقدر، الإيمان ما يتعلق بالقدر
وهذا الباب كتبه الإمام رضي الله عنه لكي يوضح للخوارج ولغيرهم أسس بناء هذا الدين العظيم الذي ينبغي أن يسير عليه الناس جميعا حتى تقوم الساعة
يعني لا خلاف على الإيمان بالرسل والإيمان بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلاف خلاف على تزكية النفس
(قد أفلح من تزكى، وذكر اسم ربه فصلى) ولا خلاف على التوبة
(ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) وإن لم تغفر لي وترحمني لأكن من الخاسرين.
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أي أن استكمال التوبة والأوبة لله سبحانه وتعالى واجبة
(واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار، والحديث جميل وله بقية إن شاء الله تعالى
"إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61)" المؤمنون

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض