بسم الله الرحمن الرحيم
رحلتنا اليومية الجميلة مع الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، نتحدث اليوم أيها السادة الكرام عن أسباب نجاح خلافة الراشد عمر بن عبد العزيز.
بصراحة في كل يوم نتكشف مدى الدقة في حياته
كان عندي موضوع حلو بصراحة موضوع جميل هو التقسيم الإداري يعني توزيع المهام الإدارية الذي قسمه عمر
عمل الدولة إلى أركان وكل ركن يمثل أمانات ومسئوليات الركن الأول ركن الخليفة الركن الثاني ركن القضاء الركن الثالث ركن الشرطة والأمن الركن الرابع ركن بيت المال وإدارة الأموال
قسم عمر الدولة أربع إدارات كل إدارة تشمل تحتها كل الشئون الإدارية والمعنوية
أكبر إدارة الخليفة نفسه وكل المهام الصعبة في الدولة التعامل مع الذميين، البريد، توسعة الأرض المستصلحة، كل ده تابع للخليفة
ثم شئون القضاء والعدل في القضاء فكان يأمر القضاة بعدم تأخير البت في القضية ليلة واحدة ولا يبيت أحد ليلة في السجن ينتظر العدالة مستحيل.
الأمر الثالث الشرطة والأمن: لا رخاء ولا اقتصاد في الدولة إلا إذا كان الأمن مستتبا
ولاحظ الناس في بلدنا الحبيبة مدى الهرج والمرج الذي حدث أثناء الثورة وانقلبت الدنيا وضاعت الدنيا ونهبت الدنيا، فالأمن هو الذي يحفظ الاستقرار الأمن الذي يحفظ الاقتصاد
وأما الإدارة الرابعة يا سادة يا كرام يا كرام يا سادة فإنها إدارة بيت المال وهي وزارة المالية، بيت المال كان يعد عصب الحياة
كل خيرات الأمة داخلة عليه وكل متطلبات الأمة مأخوذة منه يعني هو عبارة عن وزارة مالية بكل معنى الوزارة
وكان عمر لا يولي أحدا لبيت المال إلا من صحت استقامتهم وديانتهم والتزامهم، وكان واثقا فيهم ثقة لا حدود لها.
وكل هذا الكلام كان مهما المحافظون يعني محافظ مصر أمير مصر أو أمير البصرة كان له الحق أن يختار من يشاء من الأمراء والتابعين له دون الرجوع إلى الخليفة
فحرر الخلافة من المركزية إلا اللامركزية وهذا أمر لم يكن معروفا قبله فضلاً عن أمرين: الأمن الداخلي في الدولة، إن المواطن يحس أن هو مراقب والأمن الخارجي تأمين حدود الدولة
لم يقبل أن يبقى جيش مسيلمة بن عبد الملك في فتح القسطنطينية وهو فشل في هذا وأخوه سليمان لم يجرؤ أن يصدر قرارًا بإرجاع الجيش
فلما تولى عمر وأصدر قرارا بإرجاع الجيش وأمنهم وأرسل إليهم طعاما وفلوسا وخمسمائة خيلا وكذا يعني الأمور الإدارة تحس أنه يؤديها بسلاسة دون تعقيد فضلا عن نقطة مهمة جدا
من أسباب نجاح الخلافة الراشدة السمات الشخصية لعمر بن عبد العزيز وهو شخصية لا تتكرر
إذا كان أحد يعلوه في الفضل فهو جده الفاروق عمر لكن الفاروق عمر كان يعيش في جو صحابة، أنوار النبوة لازالت موجودة
أما عمر بن عبد العزيز عاش مع أناس أكلتهم الدنيا وشبعوا من زخارف الدنيا الشعب اختلف النوعية اختلفت
وهذه هي المأساة التي عاشها الإمام علي رضي الله تعالى عنه لما راح الكوفة لقى الكوفة غير المدينة غير مكة، كانت مكة والمدينة كلها صحابة
لما راح الكوفة فإذا بأعاجم فإذا بموالي فإذا بعرب دنيويون وكذا
السمات الشخصية لعمر بن عبد العزيز في الورع والخشية والزهد والتواضع والحلم والصفح والحزم والعدل والقيام على الصغيرة والصغيرة أمور لا يقدر عليها أحد بصراحة
أنا شخصيا تعبان في حياتي لا أخفيكم سرًا متأثراً بقول الإمام الشافعي رضي الله عنه: أكثر الناس تعبًا في هذه الحياة أصحاب الهمة العالية
كما يقول ابن الجوزي في كتابه صيد الخاطر، صاحب الهمة العالية عنده مشكلتان أو مصيبتان ليس راضيا عن نفسه في حالة عدم رضا عن نفسه أبدًا يدي لنفسه ألف صفر على الشمال وهذا حال عمر
الأمر الثاني المهم جدا جدا أصحاب الهمة العالية لا يعجبهم الناس ليس من باب أنه لا يرضى عن ظلم لا يرضى عن كذب لا يرضى عن بهتان فتعبان مع الناس
وهذه الأمور عانى منها عمر في السنة الأولى بصراحة، طينة المجتمع، الطينة للناس للشعب طينة ملوثة جدا لكن بعد سنة شربوا من كأس عمر وأصبحت الأمة مصطبغة بالصبغة العمرية
من أسباب نجاح الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز أن الأمة كلها ساعدته عندما رأت فيه الصدق والإخلاص ولم يخرج عليه إلا أولاد عمومته الذين طلبوا المزيد ورفض
والهاشميون حاولوا أن يعملوا ثورة مفتعلة فاستطاع عمر أن يستولى عليهم وأن يجبر خاطرهم حتى صار عمر أحب الناس إليهم
لكن ثورة بني هاشم لم تهدأ وظلت نارًا تحت الرماد، أرى تحت الرماد وميض جمر ويوشك أن يكون له ضرام
دولة بني هاشم ظلت تكبر في الخفاء في الخفاء وفي سنة 131 ذهبت دولة بني أمية كلها وجاءت دولة بني العباس وتلك الأيام نداولها بين الناس، الخليفة عمر لم يأتي الخلافة من مصيف كان يصطاف عليه أو من رحلة نزهة لاصطياد الغزلان
أتى في الخلافة وهو فاهم كل شئون الدولة بدليلين: الأول: لما ذهب إلى مصر وهو صغير وعاش فترة زمنية في مصر مع أبيه تعلم من أبيه عبد العزيز فن الإدارة
ثم ظل أميرا على المدينة مدينة رسول الله خمس سنوات يعني لما أصبح أمير المؤمنين لم تكن المسألة غريبة
وكان في مشاكل كبيرة بينه وبين الأمراء أيامها لأنه لم يكن راضيًا عن سلوكهم وطلب من سليمان بن عبد الملك والوليد بن عبد الملك اللذين كانوا قبله عزل الحجاج بن يوسف فرفضا
يعني أريد أن أقول لما ولي الخلافة كان متخمًا بهم الأمة وعنده أفكار إصلاحية عمل بعضها في المدينة وسيكمل المسيرة الآن بفضل الله سبحانه وتعالى.
إذا أحب الله أميرًا أو حاكما أو رئيسًا جعل له حاشية صالحة، وهذا الأمر أخذنا فيه درسا في البداية مهم جدا
علماء العصر الذين ساندوا عمر الذين آزروا عمر وكلهم ثقة لا نهاية لها على رأسهم رجاء بن حيوة الذي كان السبب الرئيس بعد الله سبحانه وتعالى في تولي عمر الخلافة وطاووس بن كيسان في المدينة، والحسن البصري في البصرة
فكان كل علماء العصر على علاقة وثيقة به إما بالزيارات وإما بالمراسلات وربما لم يلتقي بالحسن البصري مباشرة
ولكن في رسائل يومية بينهما لكن نوضح مدى حرص عمر على إشراك العلماء في أمور الحكم ومدى حرص الحسن على تخويف عمر من الله يا سلام! الله أكبر.
التبرأ من الظلم جعل الناس جميعا يخافون الله وقلت لك في الدرس الماضي أنه لم يحج في أول عام من الخلافة
وأرسل وثيقة لأمير الحج يقرأها على الناس لو أن أحد وقع عليه ظلم دون علمي فأنا بريء من هذا
كلمة مهمة جدا ركز معني وفرفش معي وصحصح معي وصلي على حضرة النبي أستاذ الكل بصراحة
لولا رسول الله ما كان هؤلاء
وكلهم من رسول الله ملتمس رشفا من البحر أو غرفا من الديم
. عاش حياته من أسباب النجاح اعتصامه بكتاب الله وبسنة رسول الله ولا يقبل لأحد أن يخالف حتى بلغه أن أمير العراق أو أمير الكوفة يتخلف عن صلاة الجماعة ويذهب متأخرًا
فلما سأله قال الأمراق قبلي كانوا يفعلون هذا قال له احتكم إلى كتاب الله ولا تفعل هذا مرة ثانية
كان مركزا على الأمراء ومتابعهم لحظة بلحظة بلحظة حتى لا يعطي لأحد فرصة أن يظلم حتى لو بمشاعره.
وانطبق على عمر قوله تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) سورة الأعراف الآية السادسة والتسعون
فلما التقوى سادت وزادت عمت البركة في كل أنحاء العالم الإسلامي والعالم الإسلامي اتسع أيام عمر الراشد فوصلنا إلى أوروبا
فتحنا أوروبا وظلت أوروبا إمارة أموية رغم قيام دولة بني عباس سنة 131 الدولة العباسية الأولى
ورغم هذا لم يتمكن العباسيون من السيطرة على الأندلس وظل الأندلس أموية إلى أن أخرجنا منها بعد 800 سنة
من أسباب نجاح الخلافة الراشدة لعمر بن عبد العزيز رغبة الناس في التناصح أن هو يسمع النصيحة ويقبل النصيحة
فشاهدوا الأمير عمر يجمع العلماء ويستشيرهم في كل صغيرة وصغيرة وتقريبا يجتمع بيهم يوميا إما بعد صلاة الفجر وإما بعد صلاة العصر
ويجتمع مع العوام فيستجيب لهم. في حالة الكبر والتعالي والغطرسة والبغددة التي كانت موجودة قبلهم لم يوافق عليها فغير كل النظام إذا صلح الحاكم يا سادة يا كرام صلحت الأمة كلها
فالأمة كلها صلحت أيامها بصلاح الخليفة ولم يكن عجبا إذا كنت مفرفشًا معي ومصحصحًا معي أن الذئاب ترعى مع الغنم
الفترة التي عاشها عمر بن عبد العزيز في المدينة وتعلمه من علماء المدينة جعلته أكثر طواعية واستجابة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان يهتدي ويتأسى قبل الخلافة وبعد الخلافة بسيدنا رسول الله.
حتى قيل أن أنس بن مالك الصحابي الجليل عاش طويلاً إلى أن أدرك فترة خلافة عمر بن العزيز على المدينة لما كان أمير على المدينة وليس أمير المؤمنين (كان هو مات)
فلما أدرك إمارة عمر بطبيعة الحال الأمير الصالح يصلي بالناس وبيصلي الجمعة
فقال أنس بن مالك الصحابي الجليل لما أرى أحد أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمر بن عبد العزيز
وصليت خلف الأمراء فوجدت أن عمر رضي الله تعالى عنه أقرب الناس اتصالا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
نستطيع أن نوجز ملامح النجاح في الفترة العمرية فيما يلي:
الاستخلاف والتمكين يعني ربنا مكن له في الأرض وأمد بسند فلما تمكن أخذ وعد الله
وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، الآية فيها الاستخلاف والتمكين، وقد أعطاه الله الأمرين
الأمر الثاني: الأمن والاستقرار: جميع الثورات التي كانت قبل عمر ثورات الخوارج وثورات الهاشميين وثورات الفصاليين وكذا عمر أخمد نارها فاستولى بحكمة على الدولة فعم فيها الاستقرار.
أن الله تعالى فتح له في كل الميادين التي دخل فيها
وفي ذلك قال تعالى: ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض (وقد تمكن) أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وإلى الله عاقبة الأمور، الله أكبر
إذا التمكين ظهر من الاستقامة هناك علاقة كبيرة بينهم
الأمر الرابع: أيضًا استشعر الناس في حياته بركة العيش ورغد الحياة. الناس كانوا يتصورون أنه زاهد وورع ومتقشف سيفرض هذه السياسة على الأمة
هذا فتح على كل الناس وأعطى مرتبات قوية فتح على القريب وأكرم على البعيد ما شاء الله يعني خير كبير لم يتضور أحد جوعا وإنما تعب الناس من عدم وجود فقراء
لو واحد عنده كفارة يمين عايز يكفر عن كفارته بصيام تلت أيام أو إطعام عشر مساكين ومعاه الفلوس وبيلف هنا وهنا وهنا ولم يجد أحدًا يأخذ الكفارة منه، فالناس تعبت شوف الخير بيعمل ايه؟
يقول الله عز وجل: ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون.
أيضًا من أسباب نجاح الفترة العمرية انتشار الفضائل والمكارم والابتعاد عن الرذائل وتزكية النفس
حتى قل المسجونون ولا تجد أحد مسجونا إلا من شذ عن الإسلام فقط. وأنشأ مدارس للوعظ وعمل مجلس أعلى للتعليم ومجلس أعلى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. الناس استقامت بالحب
وطبعا كان معاه علماء أكابر: الحسن البصري أيوب السفستاني مالك بن دينار طاووس بن كيسان
وكل هؤلاء الكرام ساعدوه في تعليم الناس وفي توجيه الأمة وفي نقل الأمة من حالة الفوضى الأخلاقية
حتى قيل قبل أن يتولى عمر الخلافة لم يكن أحد يصلي في المسجد، لهذه الدرجة طالما الأمراء والخلفاء لم يصلون أو يصلون في بيوتهم فإن المساجد شبه منعدمة
فلما ولي عمر المساجد لم تكفي الناس ولا حتى الكنائس كمان.. يعني عمل تغيير معنوي عند المسلمين وعند غير المسلمين
وذكرت لكم قصته مع الكنيسة التي ضمت للمسجد وأراد النصارى إرجاعها مرة ثانية فجلس عمر معه وفاوضهم وعوضهم كنيسة أخرى
أيضًا في عهد عمر يا سادة يا كرام حصل أمران مهمان الهداية والثبات الناس استقروا على الإسلام بتحكيم شرع الله سبحانه وتعالى
ومن النادر أن تجد أحدًا يتفلت أو أحدًا يرتد إنما قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون.
مشاهدينا الكرام، ونختم هذه الحلقة بكلمتين لا ثالث لهما أن فترة الحياة العمرية التي ساد فيها الخير واندحر فيها الشر والتي أحيا الله فيها الإسلام كانت نورًا أذهب الظلام كانت حقا أذهب الباطل وكانت عدلا أذهب كل
الأمر الثاني: لم يكن عمر بن عبد العزيز ورعًا وزاهدا ومتقشفًا فقط بل كان حاكما وقائدًا سياسيًا وقائدًا عسكريا وكان إداريا في أعلى مقام الإدارة
ولم يستعصي عليه أحد في حكمه ولكنه طلب من الأمر عندما يستعصي عليه أمر يعود إليه حتى لا يتحمل الكلفة الشرعية عندما يخطئون في أمور لا يقدرون على دفع فواتيرها يوم القيامة
وفعلا عملوا كدة يعني أمير اليمن جاءته مسألة فلما يستطع أن يقضي فيها، لا مشكلة فأرسل يستفتي عمر بن عبد العزيز عن الرأي الشرعي في هذا فأفاده عمر ودله عمر
فانتشر عندئذ مبدأ اسمه الإذعان للحق الذي تلوت فيه قوله تعالى قول إنما المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ومن يخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون. سنبقى نجود ونستعذب هذه الحياة العمرية الجميلة
ومن أهم أسباب نجاحها أنه لم يعش لنفسه ولكنه عاش لإصلاح الأمة، وكل وقته أنفقه في سبيل الله ولم يكن ينتفع من الدولة رغم أنه أمير وخليفة الأمة ويسمى بالخليفة حتى بالضوء الذي كان يكتب به
إذا كان هذا الضوء من بيت المال لا يكتب إذا كان المصباح مصباحه يكتب بكل أدب وبكل علم
ورأى الناس فيه التواضع وعدم الانفعال، في مرة دخل المسجد ولم تكن الإضاءة كافية هو دخل يتقدم بالليل لصلاة الفجر فربما لمس أحد الناس يعني خبطه كدة وهو يمر فالرجل نظر له
وقال له هل أنت أعمى؟ هو عارف انه هو عمر قال له لا لست أعمى يعني الناس استغربوا يعني ما هذا الحلم؟ ما هذا الجمال؟ ما هذا العفو؟
يسألني هل أنت أعمى؟ فقلت له لا لست أعمى، وقضي الأمر على هذا.
الملمح الأخير أسباب نجاح الخلافة العمرية البيت العمري قد يكون الإنسان صالحا
، لكن البيت العمري استقام استقامة لا تقل عن استقامة عمر فلم يعترضوا على شيء حتى الجواري قبلن البقاء في بيت سيدنا عمر حتى لو بدون أكل بالأكل والشرب حبا في القرب من الصالحين.
درس اليوم درس جميل جدا وخطير جدا لأنه يشرح الأسباب التي تجعل الحاكم المسلم ينجح في إدارة الدولة
وهكذا عشنا وسعدنا واستمتعنا
"إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61)" المؤمنون