الأسرة المسلمة واغتنام العمر

الرئيسية المقالات مقالات دينية

الأسرة المسلمة واغتنام العمر

الأسرة المسلمة واغتنام العمر
إن مما يميز الأسرة المسلمة ويزيدها سعادة ويملأ البيت الذي تسكنه نورًا وسكينة هي اغتنام العمر في طاعة الله سبحانه، وهذا ما ينبغي للأسرة أن توجه أبناءها إليه وتربيهم عليه وتعلمهم أن الأعمار فانية، وأن الأعمال باقية وترغبهم في الآخرة، وتعلمهم أننا في هذه الحياة الدنيا جئنا لعبادة الله حق عبادته فلا تفنى منا الأعمار قبل أن يرضى عنا العزيز الغفار.
إننا لا بد أن نقص لأبنائنا قصص الصالحين حتى يسيروا على نهجهم ومنوالهم وحتى نربي في قلوبهم الطموح وحب الخير. إن خير عطاء تعطيه لأبنائك أن توجههم إلى قضاء أوقاتهم في تعلم القرآن وحفظه وتعلم العلم وفهمه وعبادة الله حق عبادته.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَتَعَلَّمَهُ وَعَمِلَ بِهِ أُلْبِسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَاجًا مِنْ نُورٍ ضَوْءُهُ مِثْلُ ضَوْءِ الشَّمْسِ، وَيُكْسَى وَالِدَيْهِ حُلَّتَانِ لا يَقُومُ بِهِمَا الدُّنْيَا فَيَقُولانِ: بِمَا كُسِينَا؟، فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ) [رواه الحاكم وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ].
قال الإمام الغزالي - رحمه الله تعالى -: (الصبيُّ أمانةٌ عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرةٌ نفيسةٌ خاليةٌ عن كل نقشٍ وصورة، وهو قابلٌ لكل نقش، ومائلٌ إلى كل ما يُمالُ إليه، فإن عُوِّد الخيرَ نشأ عليه، وسَعِدَ في الدنيا والآخرة أبواه، وإن عُوِّد الشر وًاهْمِلَ إهمال البهائم، شَقِيَ وهَلَكَ، وكان الوزر في رقبة القيِّم عليه، وكما أن البدن في الابتداء لا يخلق كاملًا، وإنما يكمل ويقوى بالغذاء، فكذلك النفس تخلق ناقصة قابلة للكمال، وإنما تكمل بالتربية، وتهذيب الأخلاق، والتغذية بالعلم.
قال ابن القيم رحمه الله: (وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله، وترك تأديبه، وإعانته على شهواته، وهو بذلك يزعم أنه يكرمه وقد أهانه، ويرحمه وقد ظلمه، ففاته انتفاعه بولده وفوت على ولده حظه في الدنيا والآخرة، ثم قال رحمه الله: وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء).
ونذكر هنا مثالًا على اغتنام العمر وهو نموذج عطاء بن أبي رباح، لقد كان عطاء بن ابي رباح عبدا حبشيا مملوكا لإمرأة من أهل مكة كان مخلصا في خدمتها واسمه أسلم ولد في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
كان عطاء أعور أعرج ثم أصبح ضريرا فيما بعد، ولكنه كان فقيها ثقة عالما كثير الحديث، هذا العَبْدُ الأسْود الممْلوك قسَّمَ وقْتَهُ ثلاثة أقْسام: وقْتٌ للعمل مِن أجل أن يأكل، ووقْتٌ من أجل أن يعبدَ الله عز وجل، ووقْتٌ من أجل أن يطلبَ العِلم، فلا تسْمَح لِجانِبٍ من حياتِكَ أن يطْغى على جانبٍ آخر، وإلا ندمتَ أشَدّ النَّدَم، ولا تسْمح لِعَمَلِكَ أن يأخذ جلَّ وقْتك. 

تصفح أيضا

الله

الله

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض