دعوات الخوف من الأعداء
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ: "مَنْ دَخَلَ
عَلَى ذِي سُلْطَانٍ غَاشِمٍ سَفِيهٍ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَعِينُكَ عَلَيْهِ،
وَأَدْفَعُ بِكَ فِي نَحْرِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ، صَنَعَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ بِهِ ذَلِكَ". رواه الطّبراني في الدعاء.
عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: "كُنَّا عِنْدَ زِيَادٍ فَأُتِيَ
بِرَجُلٍ، وَمَا يَشُكُّ النَّاسُ فِي قَتْلِهِ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ
بِشَيْءٍ فَخُلِّيَ سَبِيلُهُ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: جِيءَ بِكَ وَمَا
يَشُكُّ النَّاسُ فِي قَتْلِكَ، فَرَأَيْتُكَ حَرَّكْتَ شَفَتَيْكَ بِشَيْءٍ فَخُلِّيَ
سَبِيلُكَ، قَالَ: قُلْتُ: "اللَّهُمَّ رَبَّ إِبْرَاهِيمَ، وَرَبَّ إِسْحَاقَ،
وَرَبَّ جِبْرِيلَ، وَرَبَّ مِيكَائِيلَ، وَرَبَّ إِسْرَافِيلَ، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ
وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ادْرَأْ عَنِّي شَرَّ زِيَادٍ، فَدَرَأَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ شَرَّهُ". رواه الطبراني في الدعاء.
لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَانْكَفَأَ الْمُشْرِكُونَ،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: "اسْتَوُوا
حَتَّى أُثْنِيَ عَلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَصَارُوا خَلْفَهُ صُفُوفًا فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ r: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، لَا
قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلَا بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ، وَلَا هَادِيَ لِمَنْ أَضْلَلْتَ،
وَلَا مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ، وَلَا مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلَا مُبَاعِدَ
لِمَا قَرَّبْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ،
اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ،
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ، وَالْأَمْنَ
يَوْمَ الْخَوْفِ، اللَّهُمَّ عَائِذٌ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا، وَشَرِّ
مَا مَنَعْتَ مِنَّا، اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ،
غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ، اللَّهُمَّ قَاتِلَ الْكَفَرَةِ الَّذِينَ يَصُدُّونَ
عَنْ سَبِيلِكَ وَيُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، اللَّهُمَّ قَاتِلَ الْكَفَرَةِ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَهَ الْحَقِّ". رواه النّسائي في عمل اليوم والليلة،
والطّبراني في الدعاء. صحيح.
وفي سنن أبي داود والنسائي، عن أبي موسى أن النبي r كان إذا خاف قومًا قال «اللهم إنا نجعلك في نحورهم،
ونعوذ بك من شرورهم» .
ويذكر عن النبي r أنه كان يقول عند لقاء العدو «اللهم أنت عضدي وأنت ناصري وبك أقاتل» .
وعنه r أنه كان في غزوة فقال «يا مالك يوم الدين إياك أعبد وإياك أستعين» قال أنس:
فلقد رأيت الرجال تصرعها الملائكة من بين يديها ومن خلفها.
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله r «إذا خفت سلطانًا
أو غيره فقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله ربّ السموات السبع ورب العرش
العظيم، لا إله إلا أنت عز جارك، وجل ثناؤك» .
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس قال: «حسبنا الله ونعم الوكيل،
قالها إبراهيم r حين ألقي في النار. وقالها محمد r حين قال له الناس: ]إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ[ [آل عمران: 173]» .