تعديل السلوك بالاستجابة لله تعالى: قال تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}[الأنعام: 36]، لا بد أن يسمع الإنسان بكل جوارحه، ليس بأذنيه فقط، قال تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[النور: 51]، إذن سرعة الاستجابة درب من تعديل السلوك. قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[النساء:65]. ليس لك أن تعترض، وليس لك أن تتباطأ في الإجابة، وليس لك أن تعقب على كلام الله ولا كلام رسوله -صلى الله عليه وسلم-، التسليم بقرارات الله وبقرارات رسوله -صلى الله عليه وسلم- تعديل للسلوك، أريد لك صدرًا نقيًّا، أريد لك قلبًا نقيًّا، أريد لك وجهًا منيرًا، {ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[النساء: 65]، فكل تعديل للسلوك يسبقه إيمان، ويسبقه توحيد، والشيطان يأتي في هذه النقطة، وهي النقطة الفاصلة (نقطة الاستسلام لأوامر الله تعالى وأوامر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم)؛لكي يعطل الإيمان، لكي يوقع بينكم العداوة، إذن الشيطان يضرب في العقيدة لكي يصيب التوحيد عندك بالخلل. أعددتُ كتابًا منذ فترة سمّيته (العقيدة والسلوك) يعني السلوك لا يسلك إلا بالعقيدة، لأن التوحيد هو الحاكم في جميع أفعالنا. تعديل السلوك بِلَوْمِ النفس ومراجعتها: يجب عليك أن تعاقب نفسك، يجب عليك أن تراجع نفسك، تعيِّن على نفسك رقيبًا في تصرفاتك، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للصحابي الذي طلب النصيحة: (لا تغضب) فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: مُرْنِي بِأَمْرٍ، قَال: لاَ تَغْضَبْ، قَالَ: فَمَرَّ، أَوْ فَذَهَبَ، ثُمَّ رَجَعَ، قَالَ: مُرْنِي بِأَمْرٍ، قَالَ: لاَ تَغْضَبْ، قَالَ: فَرَدَّدَ مِرَارًا، كُلَّ ذَلِكَ يَرْجِعُ فَيَقُولُ: لاَ تَغْضَبْ). وكررها عليه.
