المقيت
اسم من أسماء الله تعالى الحسنى، ومعناه أن الله – تعالى – هو المتكفل بأن
يمد جميع خلقه مما يجعله له قوامًا لحفظ حياتهم على ممر الأوقات إلى أجل مسمى، وهو
الذي يمنح الأبدان الطعام، ويمنح القلوب المعرفة، والعطاء النوراني الذي يملأ
القلوب .
ورد اسم الله المقيت في القرآن الكريم في قوله: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً
حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ
لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} [ النساء: 85 ].
ويختص هذا الاسم بعدة خواص:
الأولى: أن المقيت معناه خالق الأقوات وموصلها إلى الأبدان، وهي الأطعمة، وإلى
القلوب وهي المعرفة، فيكون بمعنى الرزاق، إلا أنه أخص منه، إذ الرزق يتناول القوت
وغير القوت، أو القوت مما يكتفى به في قوام البدن، وإما أن يكون معنى المستولي على
الشيء القادر عليه، والاستيلاء يتم بالقدرة والعلم، وعليه يدل قوله – تعالى -: {
وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} [ النساء: 85 ]. ويكون بهذا المعنى
وصفه بالمقيت أتم من صفته بالقادر وحده، وبالعلم وحده ؛ لأنه دال على اجتماع
المعنيين، وبذلك يخرج هذا الاسم عن الترادف .
الثانية: أن المقيت هو المتكفل بأرزاق العباد فيرجع إلى القدرة، أو الفعل
بمعنى أنه مقدر الأوقات .