أين قلب الإنسان الجامد؟

الرئيسية المقالات مقالات دينية

أين قلب الإنسان الجامد؟

أين قلب الإنسان الجامد؟
 أحبابي الكرام، هذا هو الضمير الأمريكي، هذا هو الضمير الإنساني الميت ردا على سؤالها: أين رحمة الله؟ كان الأولى أن نقول: أين قلب الإنسان الجامد؟ كان ينبغي أن نقول: لماذا يفسق الناس بعضهم على بعض؟ لماذا يسود زنا المحارم في كل أنحاء العالم من اليابان إلى كوريا إلى أمريكا إلى أوروبا؟
كان ينبغي أن تقول هذه الأستاذة: لماذا تكثر حالات الاغتصاب في كل أنحاء العالم خاصة خارج العالم الإسلامي؟ كان ينبغي أن تقول: لماذا يُفرق بين الناس في المعاملة وفي المواطنة؟ وهذا كله بعيد عن منهج الله عز وجل الإسلام لا يفرق بين أبيض ولا أسود ولا أحمر ولا عربي، ولا عجمي إلا بعمله، وليس هناك لأحد خصوصية عند الله تعالى ولم يعطِ الله أحدا رخصة بقتل العباد، أو إزهاق أرواح العباد.
إنَّ الإسلام -أختي العزيزة- هو أشد دين على وجه الأرض يكره إراقة الدماء ويُبغضها تماما، وعندما قَتَلَ صحابي كافرًا في إحدى المعارك ربما كان أسامة بن زيد وربما كان خالدا في روايتين -رضيَّ الله تعالى عنهما- لما أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال له: لِم قتلته؟ انظروا يا سادة، أين رحمة الله؟ انظروا لقول النبي للصحابي؟ (لِمَ قتلته؟ أقتلته بعد أن قال: لا إله إلا الله)، وغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا على انتهاك حرمة الدماء في الإسلام.
 ولأجل هذا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان خُلُقه العفو والتسامح حتى مع الذين ظلموه، وظلموا أصحابه -رضيَّ الله تعالى عنك- يا حبيب الله، أين رحمة الله؟ لما أتى أهل يثرب الذين سُمُّوا بعد هذا بالأنصار، لكي يبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم، فيما عُرف تاريخيا ببيعة العقبة الأولى والثانية.
 بيعة العقبة الثانية -معشر السادة الكرام- وإني أتكلم الآن بروايات تاريخية والتاريخ لا يكذب، فبايعوا النبي -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام- بيعة العقبة الثانية وبعد أن بايعوه قام البراء بن معرور، ونظر أسفل الجبل، وإذا الكفار يجلسون فقال البراء بن معرور، وكان حديث عهد بالإسلام أفلا نغير على القوم يعني نهجم عليهم أفلا نقاتلهم، انظروا يا سادة يا كرام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لم نُؤمر بهذا، الإسلام لم يأمرنا بقتل الأبرياء ولا بقتل غير المسلمين، انظروا - أيضا - ولا بقتل غير المسلمين، بل إن الإسلام يحتضن أبناء الديانات الأخرى الذين ليسوا في حرب معنا فقال تعالى إني أُجيب على سؤالك يا عزيزتي بطريقة مهذبة: أين رحمة الله؟
إنَّ أصحاب الديانات الأخرى يعيشون بيننا في سلم وسلام، وأمن وأمان ولم نُؤمر بقتالهم ولا بعداوتهم، ولا بالتحرش بهم ولا بانتقاص حقوقهم، فقال الملك وحُقَّ له أن يكون الملك: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ} [الممتحنة: 8] ، ولو كان الإسلام عصبيا أو إرهابيا أو يقوم على العنف لأمرنا بقتال غير المسلمين حتى يدخوا في الإسلام طوعا أو كرها، لا والله، لم يحدث.
 {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ} [الممتحنة: 8] وجب علينا أن نبرّ هؤلاء، وأن نبسط إليهم، وأن نحسن إليهم في معاملتهم، هذه رحمة الله تعالى، في دين الإسلام.


تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض