الله تعالى ليس فكرة
من كتاب مناظرات ايمانية لفضيلة الأستاذ الدكتور / أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الاسلامى
أحبتي الكرام، يجب أن أوضح لكم أن الله
تعالى ليس فكرة، وأن الله تعالى ليس نظرية، وإنما الله تعالى هو حقيقة الحقائق،
وإن هذا الإنسان البدائي سيبدأ في الدخول إلى إطار الكون، والكون الآن عبارة عن
فراغ بمعنى أنه فارغ وليس فيه أحد، ثم أنا كإنسان دخلت إلى الكون كجزء من مكونات
هذا الكون، ومن هنا أصبحت أنا داخل الكون، ولكنني دخلت الكون وهو موجود؛ فأنا لم
أنشئ أي مكون من مكونات هذه الكون؛ فلم أنشئ السماء ولم أنشئ الأرض، ولم أنشئ
البحار والمحيطات.
إذن فإنّ الإنسان دخل الكون، والكون موجود،
والإنسان لم يخلق الكون؛ لأن الإنسان مخلوق، وبالتالي فإن الله تعالى الذي أوجد هو
أساس الكون وهو حقيقة الحقائق التي لا خلاف عليها. أما الإنسان فهو جزء من مكونات
الكون الذي تراه الآن؛ فوجود الكون سابق على وجود الإنسان، وكل ما في الكون من
أشياء تُسَمَّى صور الحياة؛ فالكرسي والوردة، أو الجبال والأنهار والمحيطات،
والسلم وكل شيء من هذه الأشياء تسمى صور الحياة، وهكذا فإنَّ الإنسانَ دَخَلَ
الكون، والكون كان مُكتفيًا بذاته، وآدم عليه السلام نزل إلى الأرض وكانت الأرض
مكتفية، ولم يضف سيدنا آدم إلى الأرض شيئا بالرغم من أنه أول إنسان وطأت رجله أرض
الكون، وكل هذه الصور الموجودة في الكون، عبارة عن حياة، وأنا الآن أسأل الملحد:
هل
أنت الآن يا عزيزي الملحد مؤمن بهذه الحياة؟ وهل آمنت بالحياة؟
الملحد يجيب ويقول: نعم أنا أؤمن بالحياة،
وأنا أعيشها وأنا أستمتع بها.
فضيلة الدكتور يسأل الملحد سؤالا: هل هناك
حياة تستمر دون أن يكون لها نهاية ولماذا آمنت بالحياة ولم تؤمن بالموت؟! فالعقل
يقول: كما كانت هناك حياة فلابد أن يكون
هناك موت، ولابد أن تكون هناك نهاية التي هي الموت؟! وهل كان موت أختك
الأولى خارجًا عن السياق؟
الملحد يجيب ويقول: (لا) لم يكن موت أختي
الأولى خارجًا عن السياق.
فضيلة الدكتور يسأل الملحد مرة أخرى: وهل
كان موت أختك الأخرى خارجا وبخلاف السياق؟
الملحد يجيب ويقول: (لا) لم يكن موت أختي
الثانية هي الأخرى خارجًا عن السياق.
فضيلة الدكتور يسأل الملحد مرة أخرى: إذن
فلماذا اعتقدت أنَّ الموت أسطورة؟
أحبابي الكرام، بدأ الملحد يتخلخل ويهتز
ويضطرب؛ وذلك لأنني سألت الملحد سؤالا حرجا وهو: لو أننا آمنا بالحياة، فهل يمكن
لهذه الحياة أن تستمر ملايين السنين، ومثلا لو قلنا: هذه الوردة الخضراء الحمراء،
أو هذه الدجاجة أو هذه الحمامة أو هذا الإنسان: فكم يُعمِّر إذن في الدينا؟! وإلى
متى يُعمِّر؟