أحبتي الكرام، معي مقال خطير، وهو أنه اجتمع
خمسمائة من القادة في العالم في مختلف المجالات في فندق كبير بأمريكا 1995م، وكان
من بين الحضور الرئيس الأمريكي بوش الأب، وأساتذة كبار من جميع العالم في الجانب
الاقتصادي، وسألوهم سؤال عن مستقبل العالم في القرن العشرين، وظلوا ثلاثة أيام
يفكرون عن سبيل للخلاص، فشاهدوا يا أحبتي إلامَ توصلوا؟
فقد توصلوا إلى أن العالم يحتاج إلى 20% من
سكانه فقط، أما الباقي فهم عالة وليس هناك حاجة إليهم و80% من العاطلين لسنا في
حاجة إليهم، 80% يشملون كبار السن، وغيرهم لسنا في حاجة إليهم، 80% عالة والعالم
كي يعيش ويرتقي، ويترقى محتاجون إلى 20% فقط، ثم قام أحدهم، وقال: إن المسألة
بسيطة جدا وهي أن تأكل غيرك، أو أن يأكلك غيرك!
فانظروا -يا سادة يا كرام- إلى هذا الكلام الذي
هو كلام الضمير البشري يا سادة؛ فالضمير العالمي يقول هذا، يقول: إما أن تأكل غيرك
أو أن تؤكل وهذا الكلام معناه أن الطبقة الفقيرة، أو الوسطى ستختفي ولن يعيش في
هذا العالم إلا (20%) وهم الأغنياء أما الفقراء، وأما أنصاف الناس فهؤلاء لا مكان
لهم على ظهر هذه الأرض، ودارت هذه الاجتماعات خلال الثلاثة أيام على فكرة محورية
واحدة وهي: كيف أنَّ الخُمس الثري يستطيع أن ينفرد بالعالم، وكيف يمكن التخلص من
باقي الناس الذين هم عالة على ظهر هذه الأرض.
فضيلة الدكتور يقول للملحد: صديقي الملحد
لقد قرأت لك البحث بكل أمانة وإخلاص، فما تعليق حضرتك على هذا الكلام؟
الملحد يجيب: هذا كلام خطير جدا وغير مقبول.
فضيلة الدكتور يسأل الملحد: هل لي أن أسألك
سؤالا، وهو: بماذا حكم أولئك الأشخاص الذين كانوا في بتلك الاجتماعات حتى يتوصلوا
إلى حكمهم هذا؟
الملحد يجيب على فضيلة الدكتور: إنهم قد
حكموا بإحساسهم وضميرهم.
فضيلة الدكتور يسأل الملحد: وهل الضمير هنا
الذي استخدموه منصف أم غير منصف؟
الملحد يجيب: إن هذه المسألة التي تطرحها يا
دكتور هي مسألة أناس تغلب عليهم الأنانية والتبجح وحب السيطرة، ولأن المال هو الذي
يسيطر عليهم وعلى أهوائهم واعتقدوا أن المال هو الذي سينقذ العالم، وأن الفقراء لا
مكان لهم على ظهر هذه الأرض.