الضمير الباطل لا يمكن أن يكون دليلا ولا
حجة
أحبتي الكرام، عندما يجتمع الحكماء في
العالم؛ لكي يفصلوا في قضية معينة، فإنهم يستحيل أن يتفقوا؛ والسبب بسيط؛ لأن
خلفيتهم المعرفية مختلفة، ولأن مصالحهم مختلفة، وأغراضهم متباينة، وكثير من
مؤتمرات القمة في العالم تفشل؛ لأن المصالح متباينة في أهدافها وفي طريقتها،
وبالتالي فإنَّ الضمير الباطل لا يمكن أن يكون دليلا ولا حجة، ولا برهانا على أن
الناس يستطيعون أن تنصلح أحوالهم إذا أداروا أحوالهم وأمورهم بأنفسهم، وهذا يستحي
عقلاً كما يستحيل شرعًا كما يستحيل حياة؛ لأن هناك أمورًا لا يستطيع أن يفهمها
بمفرده؛ فالإنسان يحتاج دوما إلى معلم ولولا هذا المعلم ما استطاع الإنسان أن
يتميز، ولا أن يكون له أحقية الاستخلاف في هذه الأرض.