الرد على شبهة سحر النبى صلى الله عليه وسلم إنَّ النَّبي – صلى الله عليه وسلم – بَشَرٌ، يُصِيبهُ مَا يُصِيبُ البَشَرَ – صلى الله عليه وسلم – فَبَلَاءُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – بِهَذَا الأَمْرِ لَا يَقْدَحُ فِي سُنَّتِهِ وَلَا نُبُوَّتِهِ – صلى الله عليه وسلم . بيد أن قصة سحر النبي – صلى الله عليه وسلم – فيها لجوء إلى الله – سبحانه – من النبي – صلى الله عليه وسلم – في طلب الشفاء، وهذا درس يعلمنا إياه النبي – صلى الله عليه وسلم – كما أن الحديث يبين أن الله شفى النبي – صلى الله عليه وسلم – ودله على فاعله، وهذا مما يزيد الإيمان أن لله هو الذي يبتلي، وهو الذي يشفي سبحانه . قال ابن سعد : قالت إحدى أخوات لبيد بن الأعصم : ((إِنْ يَكُنْ نَبِيًّا فَسَيُخْبَرُ، وَإِنْ يَكُ غَيْرَ ذَلِكَ فَسَوْفَ يَدْلَهُهُ هَذَا السِّحْرُ حَتَّى يُذْهِبَ عَقْلَهُ؛ فَيَكُونُ بِمَا نَالَ مِنْ قَوْمِنَا وَأَهْلِ دِينِنَا، فَدَلَّهُ اللهُ عليهِ)) . وهذا القول يؤيد صدق النبي – صلى الله عليه وسلم . - فقد أخبر الله النبي – صلى الله عليه وسلم – عن لبيد بن الأعصم، وعن مكان السحر . - وأن الله استجاب دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم – وشفاه . - أن النبي – صلى الله عليه وسلم – فك السحر بقراءة المعوذتين، فكلما قرأ النبي – صلى الله عليه وسلم – انفكت عقدة، فهذا دليل على أنه كلام الله، وأنه أقوى من السحر، وأن الله على كل شيء قدير. - إن النبي – صلى الله عليه وسلم – حياته أسوة لأمته من بعده حتى إذا أصاب امرأ مسلمًا بلاء في جسده أو ماله تذكر صبر النبي – صلى الله عليه وسلم – وتوكله على الله سبحانه – فكان له في ذلك أسوة . - أن هذا الحديث دليل على صدق السنة النبوية، فقد قال أعداء الإسلام: إن السنة النبوية موضوعة مكذوبة لبيان صدق النبي – صلى الله عليه وسلم – فلو كانت السنة من أقوال الصحابة لحذف الصحابة – رضي الله عنهم – هذا الحديث حتى لا يثيروا الشبهات، ولكن وجود هذه الأحاديث دليل على مصداقية السنة النبوية، وأن الصحابة – رضي الله عنهم – ومن بعدهم نقلوها كما هي دون تدخل منهم . أما دعواهم أن السحر من عمل الشيطان، والشيطان لا سلطان له على عباد الله؛ لأن الله يقول: [إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ] [الحجر : 42 ] فنقول :إن المراد من قوله - سبحانه وتعالى - : [إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ] [الحجر : 42 ] أي: في الاغواء والإضلال ؛ فهذه الآية كقوله - سبحانه وتعالى - حكاية عن الشيطان في مخاطبته رب العزة : [لأغونهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين] ولا ريب أن الحالة التي تعرض لها الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا تنطبق عليها هذه الآية الكريمة، ولا شك أن إصابة الشيطان للعبد الصالح في بدنه لا ينفيه القرآن، وقد جاء في القرآن ما يدل على إمكان وقوعها، ومن ذلك قول أيوب - عليه السلام - في دعائه ربه : [أَنِّي مَسَّني الشَّيْطَانُ بنصبٍ وَعَذَابٍ] [ص : 41] وموسى - عليه السلام - قد خيل إليه عندما ألقى السحرة عصيهم أنه تسعى؛ فهذا التخيل الذي وقع لموسى يطابق التخيل الذي وقع للرسول صلى الله عليه وسلم ، إلا أن تأثير السحر كما قررنا لا يمكن أن يصل إلي حد الإخلال في تلقي الوحي والعمل به، وتبليغه للناس.