الرحمة
للمسلمين وغير المسلمين
كان
عكرمة صورة من أبيه، ورغم هذا عكرمة سيأتي مؤمنا، جمع النبي أصحابه، وقال: إن
عكرمة سيأتي -الآن- مسلما فلا تسبوا أباه، أتسمع هذا أيها الملحد؟ النبي يقول لهم:
لا تسبوا أباه، وهو أبو جهل على الرغم من معرفة الصحابة ما فعله أبو جهل ضد
الإسلام، ولكنه رغم ذلك نهاهم عن ذلك حرصا على مشاعر عكرمة، أوليست هذه رحمة صديقي
الملحد؟! وعلى هذا يجب أن تعلم صديقي الملحد أن الرحمة الواردة بالآية هي رحمة
عامة، وليست مخصوصة بالمسلمين فقط وإنما الرحمة للمسلمين وغير المسلمين.
ولماذا نذهب بعيدا؟ نسمع تقريرا - سلمكم
الله تعالى وأحبكم، وبارك الله تعالى فيكم - من أحد القساوسة الذي دخل في الإسلام
سنرى ماذا قال الدكتور وديع أحمد فتحي الشمَّاس السابق؟ كان شمَّاسا يعمل في
الكنيسة، يقول: هذا القسيس الذي أصبح مسلما طبعا وله الفخر، وله الشرف، وكان من
أسباب إسلامي وأرجو أن تركز معي، وأنا اليوم بصراحة أحب أن آخذك إلى الإسلام أرجعك
إلى الإسلام مرة أخرى إن استطعت، وأرجو أن أُعان على هذا، وللعلم صديقي الملحد
فإنَّ كلامي ليس لك وحدك، بل إنه لكل الأمة الإسلامية، ولكل مؤمن ولكل متذبذب،
ولكل متحوّل، ولكل إنسان يستطيع أن يقف على أرض صُلبة؛ كي يفهم الإسلام.
يقول: وكان من أسباب إسلامي أنني كنت ذات يوم
مظلوما مع المسيحيين، أو من المسيحيين، وكان لي صديق مسلم يحاورني في الدين كثيرا،
وهو أحمد الدمرداش، فأخذ يحدثني عن العدل في الإسلام حتى أذهلني، ثم قال بنفس
اللفظ: ولم أجد في المسيحية ذرة واحدة من العدل والرحمة الموجود في الإسلام.
أحبابي الكرام، إنَّ الملحد يقول: إن هذا
شخص متعصب؛ لأنه أصبح مسلما وهو الآن يغرد على ألحانكم، ويلحن بألحانكم، قلت له:
لا الذي يتحول إلى الإسلام لا بد أن يكون جديرا وخليقا به، أن يكون مقتنعا بهذا
الدين وبعظمة هذا الدين.