متى تفارقك الملائكة؟
الملائكة لا تترك الإنسان إلا في
حالتين: في حالة الجماع، وفي حالة قضاء الحاجة، وبعد هذا أستحي من الملائكة حيائي من
نفسي، لأنهم معي عن اليمين وعن الشمال قعيد {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ
يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا
يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ
اللهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} (الرعد:11).
لله تعالى ملائكة يتعاقبون على الإنسان من بين يديه ومن
خلفه، يحفظونه بأمر الله، ويحصون ما يصدر عنه من خير أو شر.. إن الله سبحانه
وتعالى لا يغير نعمة أنعمها على قوم إلا إذا غيَّروا ما أمرهم به فعصوه، وإذا أراد
الله بجماعة بلاءً فلا مفرَّ منه، وليس لهم من دون الله من وال يتولى أمورهم،
فيجلب لهم المحبوب، ويدفع عنم المكروه.
جعل الله سبحانه وتعالى لنا حفظة يحفظوننا حتى يأتي أمر
الله جل في علاه، ويبقى هذا من الله تعالى للمسلم في قبره، لا يأتيه العذاب من ناحية فمه، لأن لسانه كان ذاكرًا،
ولا يأتيه العذاب من ناحية قدميه، لأنه كن يسعى بهما لطاعة الله تعالى، فالمسلم له
رعاية خاصة من الله تعالى.
إن الله تعالى يحفظ بالصالحين أهل الأرض من العذاب، ولولا
شيوخ ركع، وبهائم رتع، وأطفال رضع، لصب عليهم العذاب صبًّا، يحفظهم بالمجاهدين في
سبيل الله، بالمستغفرين، بالشيوخ المسنين، بالأطفال الرضع.