الأسباب التي تدعو إلى تجديد الخطاب الديني:

الرئيسية المقالات مقالات دينية

الأسباب التي تدعو إلى تجديد الخطاب الديني:

الأسباب التي تدعو إلى تجديد الخطاب الديني:
1-تجدد الحوادث بصورة غير محدودة مع أن نصوص الشريعة محدودة:
فلا مناص حينئذ من الاجتهاد والتجديد لتنزل نصوص الشريعة على الحوادث المتجددة بفهم عصري وشرعي؛ لأنه لا بد أن تقع حوادث في المجتمعات المتعاقبة لا توجد نصوص تنص على حكمها، ولا يوجد اجتهاد للسابقين من أسلافنا فيها فلا بد من الاجتهاد حينئذ:
يقول الشاطبي: (( فلأن الوقائع في الوجود لا تنحصر، فلا يصح دخولها تحت الأدلة المنحصرة، ولذلك احتيج إلى فتح باب الاجتهاد من القياس وغيره... فإذن لا بد من الاجتهاد في كل زمان؛ لأن الوقائع لا تختص بزمان دون زمان)) .
2-المحافظة على الدين من الاندراس بتقادم الزمن:
فكلما بعد الناس عن مصدر الوحي بتقادم الزمن تبدأ معالم الدين في الخفوت وتتراخى أيدي الناس في الاستمساك بها بالإضافة إلى كثرة الفساد واتساع رقعة الانحراف وتفشي البدع وظهور الأفكار الغريبة عن الدين فتدعو الحاجة حينئذ إلى من يعيد الناس إلى فهم دينهم ، ويعمل على تنقية الدين من الأفكار الغريبة عنه التي ما أنزلها الله في كتابه ولا دعا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تلك الأفكار التي تسعى لتخريب الأوطان ونشر الفساد في الأرض.
3-نقل المعاني الصحيحة لنصوص الشريعة وإحياء الفهيم السليم لها جيلا بعد جيل:
فلو تركت النصوص لأفهام الناس وعقولهم المختلفة والمتفاوتة يحتمل تعدد الأشكال التأويلية للنصوص الشرعية مما يجعل من الواجب بيان التأويل الصحيح والفهم الصحيح لهذه النصوص وعدم تركها لاختلاف العقول والأوهام وتأثرها باختلاف الزمان والمجتمعات والأجناس.
4-شمولية الشريعة لكل زمان ومكان:
فالرسالة الإسلامية رسالة عاملية، لا تختص بها دولة من الدول، أو شعب من الشعوب، أو بقعة من بقاع الأرض، بل هي رسالة تعم كل مكان وكل إنسان على سطح الأرض داعية للتوحيد وشهادة الحق. قال تعالى : {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الإسراء: 105].{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 158]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم من حديث جابر بن عبد الله: ((وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً)) .
كما أن الشريعة الإسلامية تعم كل شأن من شئون الإنسان في حياته الخاصة وفي حياته العامة بالإضافة إلى مخاطبتها للأجيال المتعاقبة من البشر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

يقول ابن القيم: ((فَلِرِسَالَتِهِ عُمُومَانِ مَحْفُوظَانِ لَا يَتَطَرَّقُ إلَيْهِمَا تَخْصِيصٌ: عُمُومٌ بِالنِّسْبَةِ إلَى الْمُرْسَلِ إلَيْهِمْ، وَعُمُومٌ بِالنِّسْبَةِ إلَى كُلِّ مَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ مَنْ بُعِثَ إلَيْهِ فِي أُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ؛ فَرِسَالَتُهُ كَافِيَةٌ شَافِيَةٌ عَامَّةٌ)).

تصفح أيضا

الفتاح

الفتاح

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض