الآثار النفسية للتسامح:
التسامح له أثر عظيم على الفرد؛ من سلامة الصدر، والمحبة، والتعاون،
والإخاء، وله فوائد صحية، وشاهد ذلك ولاحَظ أثره علماء الطب السلوكي، قال بعضهم:
إذا أردت أن تُقلل من ضغط دمك، وأن تخفِّف التوتر في حياتك، فعليك بالصفح والتسامح
مع الآخرين، وهذه دراسة أخرى أقيمت في جامعة تينيسي الأمريكية - لتحديد آثار
التسامح على صحة الإنسان - على دراسة 107 من طلاب الجامعات المختلفة، ملؤوا
استبيانات حول مناسبتين شعروا فيهما بالخداع والخيانة، بحيث تم قياس معدل ضربات
القلب، وضغط الدم، والتوتر في عضلة الجبهة، وشدة التعرُّق.
ووجد الباحثون أن 20 طالبًا ممن اعتبروا متهورين وغير متسامحين، أظهروا
ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات ضغط الدم، وزيادةً في التوتر العضلي في الجبهة،
مقارنةً بالعشرين الآخرين الذين اعتبروا الأكثر تسامحًا.
وأشار الخبراء إلى ضرورة عدم إساءة فَهم المعاني السامية للصفح والتسامح،
فهو ليس نسيان ما حدث أو التغاضي عنه أو الإذعان، بل هو التخلي عن المشاعر السلبية
بصورة وديَّة ومتابعة الحياة، مشيرين إلى أن هذه الدراسة تضيف إثباتًا جديدًا على
أن للمشاعر السلبية تأثيرات ضارةً على الصحة العامة.
ويقول علماء النفس: إن التسامح عبارة عن إستراتيجية تحمُّل تسمح للشخص
بإطلاق مشاعره السلبية الناتجة عن غضبه من الآخرين بطريقة ودية.
وله آثار على شخصية الفرد؛ حيث يزيد من تقدير الذات، وقوة الشخصية، ويملأ
علاقته بالآخرين بالمحبة والجود والسخاء، ويرسم على مُحيَّاه البشاشة والابتسامة،
ويكفي بها حصول محبة الله؛ قال تعالى: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا
تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور:
22].
فالتسامح لغة إسلامية أصيلة، ومعنًى أخلاقي شرَعه الإسلام، وحثّ عليه قبل
أن تولد فلسفة التسامح الغربي.