إغاثة الملهوف في القرآن الكريم :
وردت الإغاثة في القرآن على جوانب متعددة :
أولا: الإغاثة من اللّه- عز وجل-:
بين الله – سبحانه وتعالى – في سورة يوسف عليه السلام أن
الغوث يأتي من عنده، وأن اليسر يأتي من لدنه بعد العسر وذلك في قوله – تعالى :
{يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ
سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ
إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ
دَأَباً فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا
تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ يَأْكُلْنَ ما
قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ
بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) } [ يوسف : 46
- 49].
ثانيا: الإغاثة على سبيل التهكم بالكفار:
وذلك للترهيب والتخويف من سلوك سبيل الشرك فقد بين الله
تعالى أن إغاثة الكفار يوم القيامة تكون بماء كالمهل يشوي الوجوه ، قال – تعالى :
{وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ
فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها
وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ
الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً} [الكهف: 29].
ثالثا: الإغاثة بإنزال الغيث:
وهذا تذكير للعباد بنعمة الله تعالى فهو سبحانه الذي
ينزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة ويغيث العباد والمخلوقات من القحط بالري
والسقيا من عنده قال – تعالى : {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ
وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا
تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ
خَبِيرٌ} [لقمان: 34 ].
4- {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ
لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ
خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27) وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ
ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28)
} [الشورى: 27- 28].
5- {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ
وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ
كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا
ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ
وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ} [الحديد: 20].
من موسوعة الأخلاق
لفضيلة الأستاذ
الدكتور
أحمد عبده عوض
الداعية واالمفكر الإسلامي