عاش النبي فقيرا زاهدا في الدنيا.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كَانَ رسولُ اللَّه النبي صلى الله عليه وسلم يَبِيتُ اللَّيَالِيَ المُتَتَابِعَةَ طَاوِيًا وَأَهْلُهُ، لا يَجِدُونَ عَشاءً، وَكَانَ أَكْثَرُ خُبْزِهِمْ خُبْز الشَّعِيرِ، كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم بسيطة جدًا، فقد كان صلى الله عليه وسلم يلزم نفسه بنظام قد لا يتحمله كثير من البشر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ))، لا يقدر كل الناس على تحمل هذه الحالة التي كانوا يشاهدون فيها النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يظهر هذا على صوت النبي صلى الله عليه وسلم.
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ "جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا مَعَ أَصْحَابِهِ يُحَدِّثُهُمْ وَقَدْ عَصَبَ بَطْنَهُ بِعِصَابَةٍ ، فَسَأَلْتُ بَعْضَ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا مِنَ الْجُوعِ، فذهبت إلى أبي طلحة وهو زوج أم سليم بنت ملحان فَدَخَلَ أَبُو طَلْحَةَ عَلَى أُمِّي فَقَالَ: هَلْ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، عِنْدِي كِسَرٌ مِنْ خُبْزٍ، فَإِنْ جَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحْدَهُ أَشْبَعْنَاهُ، وَإِنْ جَاءَ أَحَدٌ مَعَهُ قَلَّ عَنْهُمْ( )، البذاذة معناها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يميز نفسه، كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يوجه أصحابه رضي الله عنهم إلى أن الإنسان البسيط قد يساوي عند الله تعالى ألف رجل أو مائة رجل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ))، شاهد أنس رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقد ربط على بطنه، وذلك فيما رواه عنه قال: جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا مَعَ أَصْحَابِهِ، لم يكن هذا الحال الذي شاهده أنس حالًا فريدًا ولكنه كان حال النبي صلى الله عليه وسلم باستمرار، كان النبي صلى الله عليه وسلم دائمًا يربط عصابة على بطنه حتى يضغطها فلا يشعر بالجوع.
مقال لفضيلة الاستاذ الدكتور أحمد عبده عوض من كتاب قطوف من الهدى النبوي