إن النبر يكون على الكلمة وحدها، ودلالته صرفية والتنغيم يكون على مستوى الجملة ومجاله التراكيب التي كونتها الكلمات داخل السياق، فالنبر صنو التنغيم، مثالا على الفونيم الثانوية، فلا يكون جزءا من تركيب معين للكلمة الواحدة، كالفونيم الرئيسية، فالنبر يكون بزيادة كمية من الهواء على صوت أو أكثر من أصوات الكلمة في التركيب الواحد، فيعلو على بقية الأصوات الأخرى، التي تشكل مقاطع الكلمة، فيحدث التفاوت قوة وضعفا بين الأصوات، فالصوت الذي ينطق أقوى يسمى صوتا منورا، وهو قوة التلفظ، وتؤثر درجة النبرة في طول الصائت وعلو الصوت، وللنبر أثر في تغيير بنية الكلمة من معنى صرفي إلى آخر.
فلو نطقنا كلمة "كَذَب" بفتحة على عين الفعل لوجدت أن الأصوات متساوية فيها نبرا، ولكن إذا ما نطقنا بـ"كذَّب" بالتضعيف، فإن عين الفعل تفاوتت في النبر عن الأصوات الأخرى، مما جعله ينقل الكلمة إلى بنية أخرى ذات دلالة معينة، فتغيير الصفة الصرفية يؤدي إلى نوع من التغير في الوظائف النحوية والدلالية، ومن هنا جاءت أهمية النبر والتنغيم، فبينهما صلة وثيقة، فلا يحدث تنغيم دون نبر، لأن التنغيم تغيرات موسيقية تناوب الصوت من صعود إلى هبوط، أو من انخفاض إلى ارتفاع، فهذا التغيير النغمي يقوم بدور كبير في التفريق بين الجمل، فهو حَكَم في دلالات التراكيب والجمل.