هذا ذكر 480 لفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الإسلامي
الآيات التي أعطاها الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم لم تحدث في العالم. ما أهم المشاهدات التي شاهدها النبي صلى الله عليه وسلم في الرحلة الأرضية؟ أول هذه المشاهدات، الجنة والنار، فشاهد تنعم أهل الجنة، وعذاب أهل النار بماذا يعذبون. ما الأعمال التي تجعل الإنسان يرتقي ويرتقي؟ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) لو أن الله تعالى أراد لسيدنا أن يرى أكثر لرأى أكثر. يقول صلى الله عليه وسلم: رأيت موسى عليه السلام يصلي عند قبره على الكثيب الأحمر. ونفهم من هذا الحديث جواز إباحة الصلاة في القبر لمن بلغوا هذه المنزلة. ما العلاقة الوثيقة بين سيدنا موسى وسيدنا محمد في رحلتي الإسراء والمعراج؟ ورحلة الإسراء تشهد العلاقة الوثيقة بين سيدنا موسى وسيدنا محمد. شاهد النبي موسى قائما يصلي في قبره عن الكثيب الأحمر، ثم صعد موسى للسماء السادسة وقابله النبي فيها، ولمنا صعد النبي إلى ربه وهو نازل قابله موسى. سيدنا صلى الله عليه وسلم صلى بالأنبياء فكيف صلى بهم؟ رأيت موسى قائما يصلي عند الكثيب الأحمر، كيف كان يصلي موسى؟ صلاة الأنبياء مثنى مثنى، "يا مريم اسجدي لربك" "واركعي مع الراكعين" وسيدنا سليمان لما تأخَّر على ركعتين قبل المغرب، فظل يضرب الخيول لأنها حالت بينه وبين صلاة العصر. هل الآيات التي في المعراج أعظم من الإسراء أم العكس؟ نعم، لأن عظمة الله تعالى في السماوات أكبر من عظمته في الأرض. لأن حلق السماوات أعظم من خلق الأرض. حجم الأرض بجوار عظمة الخالق حجم ضئيل جدا. عندما يعرج النبي إلى أعلى سيرى آيات لم يرها أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم. ولذا يقول تعالى في سورة النجم: "لقد رأى من آيات ربه الكبرى" وهذا كرم إلهي على سيدنا محمد، حتى أن جبريل عليه السلام وصل إلى مرحلة قال: ليس مسموحا لي أن أدخل. أيهما أعلى في المنزلة جبريل أم سيدنا محمد؟ سيدنا محمد فاق جبريل عليه السلام بمراحل كبيرة جدا. لأن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الوهب والكسب، والأنبياء جميعا كذلك، وتفوق النبي على جبريل عليه السلام أن جبريل أمين الوحي له حدود لا يتجاوزها. فاخترق النبي ما لم يخترقه جبريل عليه السلام، رغم أن الجناح الواحد عند جبريل يملأ ما بين السماء والأرض. كيف خلق الله تعالى هذا الجمال؟ أما إسرافيل عليه السلام فإن الجناح الواحد منه يساوي ستمائة جناح من جبريل، فكيف بخلق إسرافيل؟ وكيف بعظمة الله تعالى؟ عظمة الله تعالى ليس لك أن تتصورها. لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103). رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191).