مِن رحمته ورقَّة إحساسِه صل الله عليه وسلم ومِن رحمته ورقَّة إحساسِه ملاحَظة شعور زوجاته، وعدم استهانتِه بآلامهن؛ فقد مرَّ بلال - رضى الله عنه - بصفيَّة بنت حُيِّى زوجه - عليه السلام - وابنةِ عمٍّ لها على قَتلى اليهود، فصكَّت ابنة عمِّها وجهَها وحثَت عليه التراب وهى تصيح وتَبكي، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم – (أُنزِعت الرحمَة مِن قلبِك حين تمرّ بالمرأتَين على قتلاهما؟!) [رواه ابن إسحاق]. فانظر إليه - صلوات الله وسلامه عليه - كيف ضرَب المثل الأعلى بنفسه فى حُسنِ معامَلة أهله فى حال صحَّته ومرَضِه وإقامتِه وسفره، وتأمل فى طيب كلام أمهات المؤمنين فى بيت تغمره أنوار النبوة، إنها المدرسة التى نحتاج أن نتعلم فى رحابها ونستقى من أنهارها، اللهم ارزقنا طيب الكلام، وصلة الأرحام، والإحسان إلى أهلينا فى الأفعال والأقوال إنك نعم المولى ونعم النصير.