حول رحمة الله

حول رحمة الله

      إن الحمد لله لك الحمد، جل جلالك على تمام نعمائك، وعلى مزيد إحسانك، وعلى كريم فضلك لك، الحمد على آلائك الجسيمة، ولك الحمد على عطائك الذي لا ينقطع، ولا يبيد أبدا، فالكون كله قائم بأمرك لا يغيب عن سمعه شيء، ولا عن بصره شيء، جلّ جلالك، تبارك اسمك، وعزّ سلطانك وعزّ جارك، ولا إله غيرك، والصلاة والسلام على خير الموحدين، وإمام الخلق أجمعين الذي علَّم الناس الطريق إلى الله، وعلى آله وصحبه الكرام.

أحبابي الكرام، إنَّ هذه المناظرة حول رحمة الله عز وجل، وهي استكمال للمناظرة السابقة مع هذه الأخت المؤمنة، أو التي كانت مؤمنة، ثم تذبذبت، ثم تحولت.

أحبابي الكرام، دعوني أتحرك ناحيتها حتى أسمعها تُلقي على مسامعنا سؤالا مناظرة اليوم، ودائما عزيزتي ما تسألين، أين رحمة الله عز وجل؟ وكتبتِ وسطَّرت وقلتِ: أين رحمة الله تعالى من الحملات الوحشية التي تقوم بها الجمعات التنظيمية المسلحة التي تأخذ الأطفال الأبرياء، ولا تفرق بين كبير وصغير، ولا بين جماد ونبات؟

تقول: أين رحمة الله تعالى عندما ترى الأطفال يتألمون جوعا، ويموتون جوعا أو غرقا أو حرقا؟ أين رحمة الله بهؤلاء؟

ثم تقول: ولماذا يتركهم يتألمون ويتعذبون؟ ولماذا يترك الأبرياء يموتون بطريقة وحشية على أيدي الدواعش؟ لماذا لم يفعل الله لهم شيئا لكي يحمي عباده؟!

أحبابي الكرام، سأرد على هذه الجزئية، ثم أواصل مقالها متعقبا آراءها بتحليل وأدب واحترام وتقدير للطرف الآخر.

الظلم موجود منذ فجر التاريخ

أحبابي الكرام، منذ فجر التاريخ والإنسان يظلم نفسه، منذ فجر التاريخ كان الإنسان ظالما لنفسه ظالما لغيره؛ لأن الإنسان يريد أن يتملّك، يريد أن يتحكّم، وحالة الظلم التي عند البشر منذ فجر التاريخ لا زالت موجودة إلى يومنا هذا - على سبيل المثال - بنو إسرائيل قتلوا سبعين ألف نبي دون ذنب فعلوه إلا أن يقولوا: ربي الله.

 إنَّ كفار مكة قتلوا آلافا من المستضعفين تحت لظى الشمس، ولم يتحرّك أحد ولم ينقذهم أحدن ولا زال إلى يومنا هذا في كل يوم ترى آلافا من المسلمين يحرقون ويجوَّعون ويعذبون في السجون والمعتقلات حتى الموت، وترى من يُغيَّبون عن الحياة قصريا دون أن يعرف عنهم أين هم؟ أو أين ذهبوا؟

ليس هذا في العالم الإسلامي فقط لا، وإنما يسود الظلم حتى بين البيض وبين السود في البلاد المتقدمة فيما يُسمى بالعنصرية التي هي ظلم بيِّن وشديد في تميز الناس بعضهم على بعض من خلال ألوان أجسادهم كل هذا ظلم متجدد، يعني في كل يوم ترى جرائم كثيرة بهذا المعنى الذي أتحدث عنه ولست أدافع عن أحد، ولكني أقول: إن سلسلة الجرائم الوحشية التي ارتُكبتْ تاريخيا في حقِّ المسلمين لا زالت مستمرة بأشكال وأساليب جديدة ومتنوعة، ولك أن ترى -الآن- أوروبا تُغلق أبوابها أمام المهجَّرين من سوريا ومن العراق، ومن إفريقيا ويعاملونهم بمنتهى القسوة ويتركونهم في العراء الشديد أياما، ثم عندما يُؤتى لهم بالطعام يتزاحمون على الطعام فَيُمِيت بعضهم بعضا، هذا هو الضمير الأوروبي.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض