منطق الحكمة هو التسليم

منطق الحكمة هو التسليم
أحبتي الكرام، أنا لا أحب أن أتمحور معهما في النقاط الفرعية التي يتحدثان عنها؛ فهي فرعية لأنني كما قلت لكم مسبقا: إن منطق الحكمة هو التسليم، فإذا آمنت أنه حكيم فقد سلمت له، وإذا لم تؤمن وتسلم له بأنه حكيم فإنك – في هذا الوقت – تكون قد اعترضت عليه؛ فأنت بين أمرين: فإذا أسلمت – سلمك الله تعالى وأحبك – تتقبل كل شيء شرعه الله، وإذا لم يسلم قلبك، فلن يسلم الناس منك.
الملحد الأول يقول لفضيلة الدكتور: إنك مستفز يا فضيلة الدكتور.
فضيلة الدكتور يقول له: لماذا؟
الملحد يقول: أنت مستفز؛ لأن كل هذا الكلام كله خارج عن الموضوع.
فضيلة الدكتور يقول للملحد: حاشا وكلا، كل هذا الكلام هو في صلب الموضوع، ولكنك لا تفقه ذلك، فأنت الآن تحاكم الله تعالى؟
الملحد يقول: نعم هذا صحيح، فأنا الآن أحاكم ربكم إن كان موجوا أصلا.
صديقي الملحد أنت تُحاكم الله تعالى، وأنت إنسان ضعيف، وأنت إنسان تتعب وتجلس في بيتك عندما يأتيك بعض الصداع، أو بعض الدوخة أو يُغمى عليك من الإرهاق، فهل أنت ضعيف أم غير ضعيف؟ أجبني.
الملحد يقول: على حدّ زعمك أنني ضعيف؛ فإنني ضعيف في البنية والتركيب البدني، ولكنني قوي بعقلي الذي أهزم به آلهة العالم.
لا يمكن أن يكون لهذا العالم إلا الله
صديقي الملحد خدعوك فقالوا: إن العالم له آلهة؛ فليس عندنا ولا في الفكر الإنساني السوي إلا إله واحد، ولا يمكن يا أحبتي أن يكون لهذا العالم إلا الله؛ يقول تعالى: ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [المؤمنون:91]؛ فالقضية الأساسية هي أن الله تعالى لماذا خلق أشياء، ثم حرمها بعد ذلك؟

أحبتي الكرام، إنَّ الله تعالى خلق أشياء ثم حرمها علينا؛ لأنها لم تخلق لأجل الأكل والطعام؛ فالفئران لم يخلقها الله شهية لك، والصراصير التي يأكلونها في الصين واليابان لم يخلقها الله شهية، والثعابين التي يأكلها الناس في كوريا لم يخلقها الله شهية للناس، أما الخنزير فسيأتي الكلام عنه بعد قليل، وبالتالي فإن مسألة الخلق لا نستطيع أن نحاكم فيها الخالد

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض