مؤمنة متذبذبة
متحولة
الحمد لله ربّ العالمين، هو الأول فلا شيء
قبله، وهو الآخر فلا شيء بعده، وهو الظاهر فلا شيء دونه، تعالى فعلى، وعلا فحكم،
وحكم فقدَّر، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، والصلاة والسلام على خير المنيبين،
وإمام الصادقين، وسيد المرسلين، وإمام الخلق أجمعين، وعلى آله وصحبه الغرّ
الميامين.
مناظرتنا تتناول مناظرة مع مؤمنة متذبذبة متحولة
أحب أن أوضح في البداية أنَّ "المناظرات الإيمانية" يدخل في إطار
المناظرة مع المسلمين، أو مع الملاحدة أو العلمانيين أو النصارى أو غيرهم وليس فقط
قاصرا على الملاحدة وربما في المستقبل نتناقش مع بعض رموز الشيعة، وهذه المناظرات
كلها الهدف منها الوصول إلى حقيقة الإيمان بكل أدب، وبكل تقدير للطرف الآخر.
ولست أقلل من شأن من أستضيفه، وإنما نحن نركز
معا في حوار هادئ في حوار مقنع حول قضايا مثارة، يثيرها بعض الناس تعبيرا عن فئة
أخرى عن غيرهم، بمعنى عندما أستضيف واحدا أو واحدة - مثلا - فهو يعبّر عن جمهور
عريض من البشر الذين يقتنعون بالفكرة نفسها، وهذا معنى أنها مناظرات إيمانية يعني
تقوم على الوصول إلى حقيقة الإيمان.
ونحن نستضيف هذه الأخت الكريمة، وصحيح أنها لم
تُظهر أنها أصبحت ملحدة أو أصبحت كافرة، وهي في حالةٍ من التذبذب، وتُوشك أن تتحوّل
عن الإسلام عقيدةً وعملاً، وفهمًا وسلوكًا.
أحبابي الكرام، أحب أن أقرر في البداية
مسألةً مهمة جدا، وهي أن الشك في الله من نواقض الإيمان، بمعنى أن يكون هناك شخص –
مثلا - مؤمنا ويصلي ويقوم الليل، ولكن في داخله عدم قناعة باليوم الآخر – مثلا
- في داخله عدم قناعة أن الله يعلم الغيب –
مثلا – فهذا لا يجوز.
الإيمان -أيها السادة الكرام الكبار- قضية
كلية، قضية أساسية، وهذه القضية الأساسية هي أساس الحياة؛ لأنَّ أساسَ الحياة أنَّ
اللهَ تعالى خلق آدم عليه السلام وأولاده وأحفاده وذريته؛ لكي يشهدوا خلق الله،
لكي يشهدوا خلق الله، وقدرة الله وإذا لم يشهدوا، ولن يشهدوا، وكانت هناك حواجب
الغفلة، وحجوبات الظلمة، فإن الله تعالى شهد لنفسه: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا
إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [آل عمران: 18].
الله أكبر، المهم في هذه المناظرة نشهد لله
باقتناع شديد، ولا أناظر ملاحدة إنما أناظر امرأة مؤمنة، أو كانت مؤمنة وتخشى على
نفسها من التحول.
أولا:
هذه الأخت الكريمة أرسلت إلينا مقطع فيديو عن أطفال المجاعات في الصومال، وبعد هذا
المقطع تقول: أين الله من هؤلاء؟ أين رحمة الله من هؤلاء؟
سوف أبدأ هذه المحاضرة بالكلام من هذه
النقطة التي أثارتها هذه الأخت، ويجب أن تعلموا أن هناك نقاطا غائبة عن الفهم
غائبة عن الناس، وأول هذه النقاط أن هناك أخطاء، إنِّي أتوجه إلى حضرتها، وأقول:
هناك أخطاء كثيرة عند البشر تعطّل كثيرا من حركة الحياة، وهذه الأخطاء التي عند
البشر ناتجة عن تصرفات خاطئة لبشر غيرهم.