لو ظهرت الحكمة ما كانت حكمة
من كتاب مناظرات ايمانية لفضيلة الاستاذ الدكتور أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الاسلامى
يا عزيزي الملحد لو ظهرت الحكمة ما كانت حكمة، ولو ظهرت المفاجأة ما كانت مفاجأة، وإنما إخفاؤها؛ لِعِلَّةِ التَّرقُّبِ وَلِعِلَّةِ المُفَاجَأَةِ، وَلِعِلَّةِ الصدمة عن من يترقبون الصواب، ويحالون أن يستدلوا إلى الصواب، فكان من الطبعي أن الخضر عليه السلام يخفي الحكمة التي غابت عن موسى عليه السلام، وفي الأخير فإن الخضر لم يفعل هذا بأمره، يقول تعالى:﴿وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي﴾ [الكهف:82]، بمعنى أنه كانت هناك حكمة لم يكن الخِضر عليه السلام يعرفها أصلا، ثم أوضحها الله تعالى له، ولم يوضحها الله لموسى عليه السلام، ولو يوضحها لباقي الشعوب.
فضيلة الدكتور يسأل الملحد قائلا: ما رأيك يا عزيزي الملحد في هذا الكلام؟
الملحد يجيب: بدأت أقتنع في جانب الحكمة التي ركزت عليها، وهو أن هناك حكما معينة لا نستطيع أن نفهمها، ولا نقدر أن نستوعبها.
أحبتي الكرام، إن الحكمة دائما تتجاوز الحدود العقلية عند الكافر؛ لأن منطق الغيب ليس موجودا في مساحة فكره، وأما عند المسلم فإنه لا يستغرق وقتا طويلا حتى يؤمن بها، وهكذا فإن الحكمة عند الإنسان الملحد تقف عند حدود معينة، ولا يستطيع أن يبلعها، ولا يستطيع أن يهضمها، فماذا يفعل الملحد في هذا الوقت؟! والجواب معروف وهو أن الملحد لا يفعل شيئا إلا الاعتراض.
الله تعالى يسبب الأسباب لأمر معين
أحبتي الكرام، إن الله تعالى يسبب الأسباب لأمر معين بمعنى أنه لكي يأتي الطفل غير صحيح أو معوق فيكون هناك اختلال في الجينات أو يكون هناك زواج أقارب أو شيء من هذا القبيل، فهل هذه الأمور لا يستطيع الله تعالى أن يضبطها، وأن يمنعها قبل حدوثها؟ أنا أسأل الملحد الآن: هل هو قادر؟!
الملحد يجيب قائلا: لا تسألني عنه فقد كفرت به، ودخلت في الإلحاد عندما ضاع اليقين مني، وعندما رأيت أطفالا معذبين مشوهين، وهو الخالق، وكان قادرا على إسعادهم أن يعيشوا الحياة بكامل بهجتها.
فضيلة الدكتور يقول للملحد: كأنك تعود إلى النقطة الصفرية، وهي أنك لا تحب أن تعطيني قلبك، ولا فؤادك حتى أزرع فيه الخَضَار الجديد الذي غاب عنك.
