كيفية الدعاء بأسماء الله الحسنى:
1- إن خير الدعاء كامن في أسماء الله
الحسنى، وهو باب الله الأعظم المفتوح بينه وبين عبده، ما لم يغلقه العبد بغفلته،
والسر في اختلاف الأسماء وتعددها هو اختلاف الداعين، ومقاماتهم عند رب العالمين،
رب العرش العظيم .
فالإنسان يتوجه لله – سبحانه وتعالى –
ويختار ما يلائم حاله، فالمريض يدعو الله الرحيم الرؤوف، أو باسم الله الشافي
المعافي، والفقير يدعو باسم الله الرزاق الفتاح الكريم الوهاب، ومن يحتاج علمًا
يدعو بعلام الغيوب، ومن يحتاج هداية ونورانيات يدعو بالهادي النور، ومن أراد صبرًا
يدعو بالصبور .
قال – تعالى -: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء
الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ
سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون}[الأعراف:180].
وقال – تعالى -: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ
أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى
وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ
سَبِيلا}[الإسراء:110].
وفي الصحيحين عن أبي هريرة – رضي الله
عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة
إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة» .
وعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه
– عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: «مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ
فَقَالَ
:اللَّهُمَّ
إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ،
نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ،
أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ
أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ
اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ
رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي،
إِلا
أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا قيلَ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، أَلا نَتَعَلَّمُهَا ؟ فَقَالَ: بَلَى، يَنْبَغِي
لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا».
2- أمر الله –
سبحانه وتعالى – عباده بالدعاء له بأسمائه الحسنى ؛ فقال: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ
بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ
يَعْمَلُون}[الأعراف:180].
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
«إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ
أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ».
وقد ذكرت جملة الأسماء في القرآن الكريم أربع مرات في أربع سور هي:
قال – تعالى -: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء
الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ
سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون}[الأعراف:180].
وقال – تعالى -: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ
أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى
وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ
سَبِيلا}[الإسراء:110].
وقال – تعالى -: {اللَّهُ لاَ إِلَهَ
إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى}[طه:8].
وقال – تعالى -: {هُوَ اللَّهُ
الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ
مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم}[الحشر:24].
ويلاحظ فيها القصر البلاغي بالتقديم والتأخير، فقد
قصرت الأسماء الحسنى على الله – تعالى – بمعنى أنه لا توجد أسماء حسنى غيرها،
وبمعنى أنها خاصة بالله – تعالى – دون سواه، وهذا إخبار منه – تعالى – يصدقه
البرهان العقلي، ويقبله .
وإذا أردت - أخي المسلم – ذكر اسم أسماء الله
الحسنى لحال معين تريده، اختر إحدى الباقيات الصالحات، وابدأ بترديده، والباقيات
الصالحات هي:
« سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا
الله، وأستغفر الله، وحسبي الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله » فيكون الأثر الأكبر
وسرعة الإجابة إن شاء الله تعالى .
واجمع كل اسمين من أسماء الله – تعالى – معًا حسب
الحاجة التي تريدها، مثال ذلك:
الرحمن الرحيم – تقول: لا إله إلا الله الرحمن
الرحيم .
اللطيف الخبير، تقول: سبحان الله وبحمده اللطيف
الخبير .
العلي العظيم، تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم .
التواب الرحيم، تقول: أستغفر الله التواب الرحيم .
الجبار المتكبر، تقول: سبحان الله وبحمده الجبار
المتكبر، وهكذا .