كل ما يمر على العالم من أحداث مدون في علم الله العليم
إن الله تعالى كتب في علمه القديم أن العراق سيحتل، ويظل على هذه الحالة إلى أن تقوم الساعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو المبلغ عن ربه تبارك وتعالى "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَحْسِرَ الفُراتُ عن جَبَلٍ مِن ذَهَبٍ، يَقْتَتِلُ النَّاسُ عليه، فيُقْتَلُ مِن كُلِّ مِائَةٍ، تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، ويقولُ كُلُّ رَجُلٍ منهمْ: لَعَلِّي أكُونُ أنا الذي أنْجُو. وفي روايةٍ: بهذا الإسْنادِ، نَحْوَهُ، وزادَ، فقالَ أبِي: إنْ رَأَيْتَهُ فلا تَقْرَبَنَّهُ"، معنى هذا الحديث أن الله تعالى أراد لأهل العراق أن يموت كثير منهم شهداء، هذه إرادة، وأراد الله تعالى لنساء العراق أن يترملن بعد وفاة أزواجهن، ولأنها أرملة فإنها رفيقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة، هذه أمور ظاهرة أقولها لك، لكن هناك ما خفي من علم الله جل في علاه من تفسير هذا، كما جاء في قوله تعالى {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ} (البقرة:214).
أظننتم أيها المؤمنون أن تدخلوا الجنة، ولما يصبكم من الابتلاء مثل ما أصاب المؤمنين الذين مضوا من قبلكم، من الفقر، والأمراض، والخوف، والرعب، وزلزلوا بأنواع المخاوف، حتى قال رسولهم والمؤمنون معه على سبيل الاستعجال للنصر من الله تعالى: متى نصر الله؟ ألا إن نصر الله قريب من المؤمنين، الجنة تحتاج إلى مجاهدة، تحتاج إلى صبر، تحتاج إلى ابتلاء.