قصة المدير المنتحر
ضربت مثلا بإحدى أخواتنا التي تمنت أن تكون
مديرا عاما في إحدى الوزارات، وقالت: أتمنى أن أحظى بهذا المنصب، فقلت لها: أنصحك
ألا تجري وراء هذا المنصب، فقالت: إني أرجوه من الله تعالى فادعو الله أن يعطيني
الله إياه، فقلت لها: لو دعوت لك لظلمتك، فتضايقت مني، ومرت الأيام عليَّ وعليها،
ثم كلمتني بعد سنتين، وقالت لي: هل تذكرني؟، فقلت لها: نعم أذكرك أنت فلانة، وكان
آخر عهدي بك أنك قد طلبتي مني أن أدعو الله لك أن تكوني مديرا عاما لإحدى الوزارات
المهمة، فلم أستجب لك، وقلت لك سأدعو لكي
ربي أن يختار لك الخير حيث شاء بحكمته هو وليست بحكمة البشر.
فقالت لي: هل تعرف ماذا جرى؟ فقلت لها خيرا،
قالت: فعلا، لم يأت إليَّ المنصب، وإنما أتى إلى شاب كان حديث التخرج، فتفوق عليَّ
في الرتبة والمرتبة، وأصبح رئيسا عليَّ وأنا التي في سن أمه، فقلت لها: خيرا،
وأكيد أن الله تعالى منع عنك ذلك المنصب لعلة معينة وحكمة معينة لا يعلمها إلا هو،
فقالت: فعلا لأنه جرت عليه ابتلاءات شديدة لم يصبر عليها ولم يقدر عليها، فكان بين
قاب قوسين أو أدني، وكان بين اختيارين، وهما: إما أن يُحبس أو ينتحر، فلم يتحمل أن
يُحبس وقام بالانتحار وألقى بنفسه في نهر النيل – لا إله إلا الله –.
فالمنع من الله تعالى يكونا إحسانا لنا حتى، وإن
لم نفقه الحكمة، والعلة من وراء هذا المنع، وهكذا -معشر السادة الكرام- بدأ الملحد
يرق ويلين، وقلت له: ما رأيك في هذا الكلام؟!
الملحد يجيب على فضيلة الدكتور قائلا: هذا
كلام جميل وددت أن أسمعه طويلا لعله كان يريح أعصابي حتى لا أرتد عن الإسلام.