علاجُ وقفِ الحال
كلنا نعلم أنَّ مشكلة وقف الحال، تلك المشكلة التي تُواجه جلَّ البيوت ، ولعلَّ هذه المشكلة تطيح بآمال كثيرمن الناس في السعادة والاستقرار فتأتي الأمور على خلاف ما تشتهي نفوسهم، وما ترنو
إليه قلوبهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ولعل هذا الكلام سيكون
مُوجَّهًا لكلِّ من يشعر بوقف الحال، وأنَّ الآمالَ تضيع منه، وأنَّ الآمالَ
تتناثر من حوله وصارت هواءً، والانتكاسات التي يشعرون بها، وشعورهم بالإحباط إلى
شعور آخر بالانكسار والشماتة من الأصدقاء قبل الأعداء، وكُلَّ هذه الأشياء
مُحَصِّلة في النهاية لحالة تسمى "وقف الحال".
إن الإسلامَ دينٌ عظيمٌ كاملٌ
مُتكاملٌ؛ يعطينا أبعادا معينة لعلاج كل مشكلة، ولكن لابد على الإنسان أن يكون
مُوقنا في شيء مهم، وهو اليقين في العلاج، واليقين في الدواء؛ لأن آفة الناس،
وبلاء الناس في سرعة تسرب اليأس إلى قلوبهم؛ فإذا ما أردت أن تحيي هذه الأرض، وأن
تحيي هذا القلب، فإنك تحيي أرضا ميتة؛ مواتا بارت فيها المشاعر، وذبلت ، واستشعر
الإنسان فيها بحر المصيبة، وشدتها ولوعتها، وأنَّ الإنسانَ أمامَ هذه المصائب على
كثرتها وتتابعها لا يجد أملا في الخلاص منها، ما ذكرناه هذا هو وصف الحالة التي
تصيب الإنسان وتسمى وقف الحال، وأما في الواقع – سلمك الله وأحبك – فإن هناك شيئا
يغيب عن كثير من الناس، وهو يعد العلاج رقم واحد، وهو قول النبي الكريم، صلوات ربي
وتسليمه عليه: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة"، ووقف الحال يأتي –
بصراحة – من حالة نفسية يكون فيها الإنسان قد وَصَلَ إلى حالةٍ كبيرةٍ من
السلبيةِ، وضاق ذرعًا بالدعاءِ، فيصير إنسانا مُحْبَطًا، ذلك الإنسان الذي لا يرى
في السماء إلا سُحبًا متراكمة بالسواد يعلوها السواد، ولا يرى بارقة أمل أمامه لا
قريبة ولا بعيدة، فيأتي قول النبي الكريم: "ادعوا الله وأنتم موقنون
بالإجابة"، وسأسأل قلب كل واحد منكم، ما درجة اليقين في القبول للدعاء الذي
نقوله عند الشدائد؟ وهذه الأمة ميزها الله تعالى بشيء اسمه اليقين، واليقين هذا
يهون عليك الكثير من الأمور، ولأجل هذا فإن اليقين سلعة نادرة شحيحة في قلوبنا، في
شوارعنا، في مدارسنا، في محاريبنا، في مساجدنا، ولو أن الإنسان تيقن في هذا وألحّ
في قضية معينة كقضية الرزق - مثلا - ويُصرَّ ويُلِحّ: اللهم وسع رزقي، اللهم وسع
رزقي، اللهم وسع رزقي وهكذا، أو اللهم اقضِ عني الدين، اللهم اقضِ عني الدين،
اللهم اقضِ عني الدين، وهكذا، حتى يتفاعل الجسم مع الدعاء فينام به ويصحو به
ويتحرك به.
والمسلم كما علّمك النبي
الكريم له مع الله دندنة، وهكذا يجب أن تكون لك دندنة في الدعاء فاختاروا لأنفسكم
دندنتكم الخاصة، ويتكلّم ابن رجب الحنبلي، ويقول في كتابه الجميل: "جوامع
الكلم"، ويتكلم، ويقول: إن بعض الصحابة كان يُسبِّح أربعين ألف مرة، وبعضهم
كان يُسبِّح عشرين ألف مرة، ويجب على الإنسان أن يبحث عن دندنة خاصة به تبوافق ما
به من حال، والنبي الكريم يعلمك سورة إذا قلتها فتح الله لك المغاليق من الأمور،
وهي سورة الفتح، وقال عنها النبي: «لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةً
هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا» [رواه البخاري]، وهناك أحد الأشخاص شاهدني
في المملكة العربية السعودية، وقال لي: (كانت عندي مشكلة كبيرة جدا جدا وشاهدتك
تُركِّز على فضلِ سُورةِ الفتحِ، وأنها تفتح المغاليق من الأمور، فأخذت كلامك
بيقين وقرأتها وتفاعلت بها، وصرت أقرؤها صباح مساء حتى حفظت السورة، وقال: ما
مَرَّ أسبوع حتى فَتَحَ اللهُ لي كل الأبواب التي كانت مغلقة في وجهي)، وهذا هو
الفتح من الله تعالى ولأجل هذا فإنَّ سُورةَ الفتحِ لها خصوصية؛ فهي أحبّ السور
القرآنية إلى قلبِ النبي الكريم - صلوات ربي وتسليمه عليه – يقول تعالى: {إِنَّا
فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1]، ويجب عليه أن يستشعر المعاني
القرآنية الربانية الجميلة التي فيها عذوبة، وفيها رقة وفيها صفاء، ذلكم هو فتح
الله تعالى به على عباده عندما يشعرون أن حالهم واقف.
إليه قلوبهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ولعل هذا الكلام سيكون
مُوجَّهًا لكلِّ من يشعر بوقف الحال، وأنَّ الآمالَ تضيع منه، وأنَّ الآمالَ
تتناثر من حوله وصارت هواءً، والانتكاسات التي يشعرون بها، وشعورهم بالإحباط إلى
شعور آخر بالانكسار والشماتة من الأصدقاء قبل الأعداء، وكُلَّ هذه الأشياء
مُحَصِّلة في النهاية لحالة تسمى "وقف الحال". إن الإسلامَ دينٌ عظيمٌ كاملٌ
مُتكاملٌ؛ يعطينا أبعادا معينة لعلاج كل مشكلة، ولكن لابد على الإنسان أن يكون
مُوقنا في شيء مهم، وهو اليقين في العلاج، واليقين في الدواء؛ لأن آفة الناس،
وبلاء الناس في سرعة تسرب اليأس إلى قلوبهم؛ فإذا ما أردت أن تحيي هذه الأرض، وأن
تحيي هذا القلب، فإنك تحيي أرضا ميتة؛ مواتا بارت فيها المشاعر، وذبلت ، واستشعر
الإنسان فيها بحر المصيبة، وشدتها ولوعتها، وأنَّ الإنسانَ أمامَ هذه المصائب على
كثرتها وتتابعها لا يجد أملا في الخلاص منها، ما ذكرناه هذا هو وصف الحالة التي
تصيب الإنسان وتسمى وقف الحال، وأما في الواقع – سلمك الله وأحبك – فإن هناك شيئا
يغيب عن كثير من الناس، وهو يعد العلاج رقم واحد، وهو قول النبي الكريم، صلوات ربي
وتسليمه عليه: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة"، ووقف الحال يأتي –
بصراحة – من حالة نفسية يكون فيها الإنسان قد وَصَلَ إلى حالةٍ كبيرةٍ من
السلبيةِ، وضاق ذرعًا بالدعاءِ، فيصير إنسانا مُحْبَطًا، ذلك الإنسان الذي لا يرى
في السماء إلا سُحبًا متراكمة بالسواد يعلوها السواد، ولا يرى بارقة أمل أمامه لا
قريبة ولا بعيدة، فيأتي قول النبي الكريم: "ادعوا الله وأنتم موقنون
بالإجابة"، وسأسأل قلب كل واحد منكم، ما درجة اليقين في القبول للدعاء الذي
نقوله عند الشدائد؟ وهذه الأمة ميزها الله تعالى بشيء اسمه اليقين، واليقين هذا
يهون عليك الكثير من الأمور، ولأجل هذا فإن اليقين سلعة نادرة شحيحة في قلوبنا، في
شوارعنا، في مدارسنا، في محاريبنا، في مساجدنا، ولو أن الإنسان تيقن في هذا وألحّ
في قضية معينة كقضية الرزق - مثلا - ويُصرَّ ويُلِحّ: اللهم وسع رزقي، اللهم وسع
رزقي، اللهم وسع رزقي وهكذا، أو اللهم اقضِ عني الدين، اللهم اقضِ عني الدين،
اللهم اقضِ عني الدين، وهكذا، حتى يتفاعل الجسم مع الدعاء فينام به ويصحو به
ويتحرك به. والمسلم كما علّمك النبي
الكريم له مع الله دندنة، وهكذا يجب أن تكون لك دندنة في الدعاء فاختاروا لأنفسكم
دندنتكم الخاصة، ويتكلّم ابن رجب الحنبلي، ويقول في كتابه الجميل: "جوامع
الكلم"، ويتكلم، ويقول: إن بعض الصحابة كان يُسبِّح أربعين ألف مرة، وبعضهم
كان يُسبِّح عشرين ألف مرة، ويجب على الإنسان أن يبحث عن دندنة خاصة به تبوافق ما
به من حال، والنبي الكريم يعلمك سورة إذا قلتها فتح الله لك المغاليق من الأمور،
وهي سورة الفتح، وقال عنها النبي: «لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةً
هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا» [رواه البخاري]، وهناك أحد الأشخاص شاهدني
في المملكة العربية السعودية، وقال لي: (كانت عندي مشكلة كبيرة جدا جدا وشاهدتك
تُركِّز على فضلِ سُورةِ الفتحِ، وأنها تفتح المغاليق من الأمور، فأخذت كلامك
بيقين وقرأتها وتفاعلت بها، وصرت أقرؤها صباح مساء حتى حفظت السورة، وقال: ما
مَرَّ أسبوع حتى فَتَحَ اللهُ لي كل الأبواب التي كانت مغلقة في وجهي)، وهذا هو
الفتح من الله تعالى ولأجل هذا فإنَّ سُورةَ الفتحِ لها خصوصية؛ فهي أحبّ السور
القرآنية إلى قلبِ النبي الكريم - صلوات ربي وتسليمه عليه – يقول تعالى: {إِنَّا
فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1]، ويجب عليه أن يستشعر المعاني
القرآنية الربانية الجميلة التي فيها عذوبة، وفيها رقة وفيها صفاء، ذلكم هو فتح
الله تعالى به على عباده عندما يشعرون أن حالهم واقف.