بسم الله الرحمن الرحيم
ما معنى سهم الغارمين؟
الزكاة التي تجمع في بيت المال مع كثرتها في
عهود الرخاء يقوم الخليفة بإعطاء توزيع لها، هذا بند المجاهدين، هذا بنت تزويج
الأيتام، هذا بند كذا هذا بند كذا، فجعل سهما من كل بيت المال في كل دولة لسداد
ديون الغارمين.
أي نعم الإسلام بيقر بمساعدة الغارمين،
واعتبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الباب من أبواب محبة الله للعبد أن يعان
على إخراج غارم أو غارمة من السجن لأن أحب الأعمال إلى الله تعالى إدخالك السرور
إلى قلب مسلم أن تفك مزنوقا أو أن تخرج أسيرا أو أن تقيل عسرة وكل هذا بالمال،
فالمال جابر في الخواطر في أحوال كثيرة جدا جدا جدا المال يمثل عنصرًا لحل مشاكل
كثير من الناس والشعوب.
ومن مستحدثات الخليفة العمري أنه خصص (أول
مرة حد يعملها) سهما في بيت المال يسمى سهم الغارمين.
وسهم الغارمين سهم جديد يؤكد لك إحساس الحاكم
بمعاناة الناس، وقد رأيت بنفسي أن غارما دخل السجن في الشرقية على ألف جنيه، بقضية
واحدة فأصبحت القضية سبعة عشرة قضية الألف جنيه اشتراها زمان يعني أيام الرخص
تليفزيونا لابنته العروسة الفقيرة (صدق أو صدق ومصمص في شفتيك) والله العظيم ظل
محبوسا سبع سنوات على ألف، واستطاع خادمكم إخراجه من السجن بعد مرحلة طويلة من
التقاضي في طنطا وصدق أو صدق بعد سبع سنوات من السجن مات، أول ما دخل بيته واستريح
وشاف ولاده وأحفاده واتلموا حواليه والعروسة اللي كان شاريلها تليفزيون عيالها
بقوا قد كدة، وكثير من هذه الحالات، أن شخصيا متألم وتعبان من كثرة حالات الغارمين
في بلادنا على مبالغ ضئيلة يمكن لصاحب المال أن يصبر أو أن يحتسبها من الزكاة،
الإسلام أجاز لك في حالة إعسار مديون عن السداد الإسلام أجاز لك أن تعتبر المال
الذي لك عنده زكاة كما جاء في حديث قبيسة: إن المسألة لا تحل إلا لثلاثة، كلام
جميل كلام جميل.
لابد أن نعرف يا سادة يا كرام يا كرام يا
سادة أن هذا السهم وهو سهم الغارمين يعد شيئًا فريدا في تاريخ الإسلام، وأنا أناشد
وزراء المالية ووزراء العدل ووزراء التضامن الاجتماعي في البلاد الإسلامية
والعربية أن يفعلوا مثلما فعل عمر بن العزيز، تخصيص جزء في ميزانية الدولة يكون
تبع لجنة من وزارة العدل ولجنة من التضامن الاجتماعي ووزارة المالية لغربلة جميع
الغارمين في كل بلد عربي وإسلامي، وأنا تعجبت ذات مرة معذرة يعني، كنت أزور أحد
المحافظين وكان يحبني ويطلب أن أزوره وزرته ذات مرة فقال أنا في انتظارك ومعايا 17
ملف قلت له خيرا يا معالي الوزير فقال هؤلاء غارمات في سجن دمنهور وعايزين حد
يطلعهم من السجن ويدفع لهم فلوسهم، أنا استحييت أن أقول له أين الدولة؟ انتوا
الدولة فطبعا استحييت منه كعادتي، وأخذت منه ملف 17 غارمة والحمد لله خلال أسبوعين
تواصلنا مع الناس أصحاب الفلوس اللي اتنازل اتنازل واللي أصر أصر واللي تنازل عن
نص المبلغ والحمد لله تم إخراجهم، وأنا أحيه إنه شايل معاناة الناس برضه جزاه الله
خيرا وأطال عمره وأحسن عمله.
يعز عليك أن أم أرملة استدانت للستر على
ابنتها ولم يكن أمامها حلول سوى أن تفعل هذا خاصة إن الفرح اتأجل مرة واتنين وتلاتة والعريس هددهم
إذا لم يكونوا جاهزين في العيد الصغير أو الكبير هذا فراق بيني وبينكم، فلم تجد
المسكينة بدا إلا أن تشتري الأجهزة بالتقسيط، وهذا ما كان وبعد الفرح بشهر كان
السجن مصيرها.
ولذلك أنا النهاردة اخترت هذا الموضوع لأن ما
فعله الخليفة الراشد هو الفكر الإسلامي الصحيح الشرعي وهنشوف ماذا فعل في سهم
الغارمين؟
كتب عمر رسالة إلى عماله (العامل يعني الموظف
أو المحافظ أو الأمير) أن اقضوا على الغارمين، فرد عليه أحدهم إن نرى هذا الغارم
وعنده مسكن وعنده خدم وعنده فرس يركبه وعنده أثاث، فرد عليه عمر: نعم اقضوا عنه،
فإن المسلم لابد له من مسكن وخادم وفرس يجاهد عليه عدوه وأن يكون عنده أثاث لأهل
بيته، يعني لم يقتنع عمر برد الوالي الذي يقول أن كثيرا من هؤلاء الناس عندهم كذا
وكذا وكذا فقال نعم، اقضوا عنه فإنه غارم، هو بيقول إن هذه الأشياء الأساسية
المسكن والفرس والأثاث هذه يسميها عمر رضي الله عنه الكفاف، يعني شيء طبيعي إن كل
مسلم يصل لحد الكفاف.
وأرسل كتابا إلى أهل العراق في مدينة الكوفة
وقرئ الخطاب عليهم، الخطاب بيقول ايه؟ من كانت عليه أمانة لا يقدر على أداءها
فأعطوه من مال الله، أمانة يعني سلف يعني، ومن تزوج امرأة فلم يقدر أن يدفع إليها
صداقها أعطوه من مال الله، يعني كان يزوج
غير القادرين من الشباب وغير القادرين من البنات، ولأجل هذا تلاحظ أن كل أبواب
الخير، غاص فيها عمر بكل قوة، انظر، قال محمد بن سهل بن أبي حثمة، قضى عني عمر بن
عبد العزيز وهو خليفة 250 دينار من صدقات بني كلاب يعني هذا الرجل كان مديون ب250
دينار فقالهم خذوا من زكاة العيلة الفلانية وادفعوا عنه، يا سلام! دا بقى التكافل
الاجتماعي.
وقال عيسى بن أبي عطاء شهدت عمر بن عبد
العزيز قضى عن غارم 75 دينارَا من سهم الغارمين في بيت المال، الله، أنه مخصص فلوسا
معينة من بيت المال أو أن الغارم يأخذون له فلوسا من زكاة بني فلان أو بني فلان أو
بني فلان، الله أكبر، وكان يقضي عن كل واحد يتقدم إليه بموجب ورقة فيها الدين،
يعني الديون بتكتب فلما يأتي إليك مواطن يقولك أنا عليا 100 دينار وغير قادر،
الإسلام كما جاء في حديث قبيسة بن المخارق بيقبل إن أي إنسان أصابته جائحة ولم
يقدر على السداد وجب على المسلمين أن يحملوا عنه حمالته، والحمالة والوفادة كانت
موجودة قبل الإسلام عند بني هاشم، وهذا موضوع شرحه يطول، وأنا الليلة مشغول، حلو
جدا بصراحة، كيف أن أهل الأصول التاريخية مازالت أثارهم التاريخية موجودة إلى
يومنا هذا الحمالة والجفانة، وهذه الأمور الإسلام ثبتها لأنها شيء جميل.
الذي يأتي بالصك يقوله أنا مديون بكام يقوله
بكذا، يسأل الناس إيه رأيكم في أخيكم فلان؟ يقولوا فقير فقير، مع الإسلام اعتبر أن
من أخذ مالا فلم يستطع السداد وشهد له ثلاثة من ذوي الحجا أنه افتقر يسقط الغرم
عنه ويتحول إلى زكاة لصاحبه باختياره أو عدم اختياره.
طبعا هتلاحظ نتيجة هذا الكلام أنه لم يبقى
مديون في عهده كل الناس سدد عنهم وهذا السهم الجديد أكرر ليته يكون موجودا في بلاد
المسلمين سترى أن نصف الناس اللي في السجن هما كدة، واحد واخد قرض عشان يجوز بنته
من شركة تساهيل مثلا أو شركة كذا، ولم يقدر على السداد، يروح يتحبس تاني يوم،
هتلاقي نص اللي في السجن لو طبقنا عليهم سهم الغارمين لانتصف الناس في السجون،
المسجون دا عبء على الدولة، ليس في أكله ولا شربه، أنه عبء على أهله دول عايشين ازاي؟ ولاده اللي في المدارس وولاده
اللي في الجامعة، سمعته وسمعة بناته، أنا بعتير من أهم الأعمال التي أديتها في
حياتي ومازلت أؤديها الحمد لله هو إخراج الغارمين والغارمات من السجون. ولذا أنا
سعيد بدرس اليوم لأنه لمس قلبي لأنه هيج عليا المواجع التي أعيشها يوميا.
ولك أن تندهش العام الماضي امرأة حبست في
500ج، أقسم بالله 500ج وظلت محبوسة بال500ج ثلاث سنوات، حتى أكرمنا الله وأخرجناها.
أيضًا اسمحوا لي أن أتكلم عن جزئية أخرى كانت
مهملة أه مهملة وهي زكاة الفطر، تفاجئ عمر أن الناس قبله كانوا لا يخرجون زكاة
الفطر في رمضان يعني، وأرسل إليه أحد الأمر ابن حلال يعني رسالة بيقوله: لما توليت
الخلافة كثر الخلافة وأخرج الناس زكاة الفطر التي لم يخرجونها قبل هذا فماذا أفعل
بها؟ بيقوله البند دا لم يكن موجود عندنا قبل هذا، شوف بقى الخليفة الصالح والعمل
الحلو بيحيي الإيمان ويقوي عزيمة الأمور، فطبعا وضع قواعد معينة لتوزيع زكاة
الفطر، هذا الرجل بيقوله ايه؟ إن الناس لما سمعوا بولايتك تسارعوا إلى أداء زكاة
الفطر وقد اجتمع من ذلك خير كثير، الله، ولم أحب أن أتصرف فيها حتى أكتب إليك، فرد
عليه رد شديد، بيقوله لعمري ما وجدوني وإياك
على مظنك وما حبسك إياها إلى اليوم؟ يعني انت معطلها ليه فوزعها، فأخرجها حين تنظر
في كتابي، يا سلام يا سلام.
وهكذا جمع عمر بين المركزية واللامركزية في
إدارة شؤون الدولة وقد اتخذ منهجا فريدا مع مانعي الزكاة، أنتم تعرفون أن الصديق
رضي الله عنه قال: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، يعني كل إنسان يمتنع
عن أداء الزكاة يجب قتاله ولم يكن عمر مقتنع بهذا الكلام عمر الكبير عمر بن الخطاب
رضي الله عنه وكان يقول له يا خليفة رسول الله يكفي أن نقاتل المرتدين قاله لأ ومن
منعوا الزكاة سأقاتلهم، لكن عمر بن عبد العزيز اتخذ منهجا آخر وهو أنه جاءته رسالة
أن فلان رفض دفع الزكاة زكاة المال فقال له دعه اتركه لا تعطي له بالا، فتركه هذا
الوالي فصارت فضيحة بين الناس فاستدرك على نفسك يعني صحا لنفسه يعني وأتى بزكاة
ماله إلى بيت المال فرفض الوالي أن يأخذها، فكتب إلى سيدنا عمر: دعه ولا تأخذ منه
زكاة مع المسلمين، فبلغ ذلك الرجل فاشتد الرجل فأدى بعد ذلك زكاة ماله، فكتب عامل
عمر إليه يذكر له ذلك، فكتب إليه عمر أن خذها منه. أوردها الإمام مالك في كتابه
العظيم الموطأ، الجزء الأول.
ماذا نفهم من هذا الكلام يا سادة يا كرام، يا
كرام يا سادة، نفهم إن العقاب الأدبي مع بعض الناس الذين عندهم إحساس عقاب مهم جدا
جدا جدا. وفعل هذا النبي صلى الله عليه وسلم مع ثعلبة الذي منع الزكاة فنزل فيه
قوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ
لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا
آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ
نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا
وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ أَلَمْ يَعْلَمُوا
أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ
الْغُيُوبِ [التوبة:75-78].
وثعلبة هذا كان يتمنى أن يكون غنيا، ولم يكن
النبي يتمنى له أن يكون غنيا، لأن الغنى سيفتنه لكنه أصر وألح على أن النبي يدعو
الله له أن يغنيه من فضله، فدعا النبي له فأغناه الله من فضله، كلام عظيم، ثم أرسل
إليه النبي كي يدفع الزكاة فرفض ثم أرسل إليه الصديق كي يدفع الزكاة فرفض.
وفي عهد سيدنا عمر يعني الرجل اقترب سنه وحس
أنه مفارق للحياة فأرسل الزكاة إلى سيدنا عمر، فقال عمر: ما كان يرفضها رسول الله
ويرفضها أبو بكر وأخذها أنا، يا سلام! يا سلام على الأدب، يا سلام على الحنان، يا
سلام على الذوق العالي، يا سلام على اللباقة، ورفض عمر أن يأخذها، ومات ثعلبة مناه
في قلبه، (أَلَمْ يَعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ
يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَىٰهُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ
عَلَّٰمُ ٱلْغُيُوبِ،
الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ
وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ اللَّهُ
مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، الله أكبر.
استطاع عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه
أن يطور في مصارف الزكاة يعني القرآن بيقول (مَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ
وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي
الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً
مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60))، الله
أكبر، هو بقى عمل ايه؟ عمل تنظيم إداري إداري لهذه الأبواب وجعل بيت المال مستقلا
تماما تماما وكل بند من هذه البنود يخدم على نفسه، إيه بقى النتيجة؟ النتيجة أنه
لم يبقى في عهده فقيرٌ واحد، انتهت القصة، أما الناس فكروا في الأول أن الإصلاحات
المالية اللي هو عاملها ستؤدي إلى إفقار الدولة لأنه منهج سيدنا عمر بن عبد العزيز
أنه بينفق بينفق بينفق بينفق بينفق ولا يبالي، فاعتقدوا أن الدولة ستفتقر، فإذا
بالدولة تغتني، الراجل أتى إليه عامل بيت المال امتلأ أودي الفلوس فيه؟ وهذه رسائل
إلى كل حاكم عادل لحكامنا العرب والمسلمين عندما يتخذون القدوة من هؤلاء الناس
العظام الأكابر، مؤكد أن كل بند من هذه البنود التي يتكلم عنها عمر بن عبد العزيز
يستطيع أن يحل مشاكل الأمة، أنا أقول ليس لا أوجه كلامي إلى مصر ولا إلى غيرها، لو
أن الحكام ركزوا على بنود الزكاة الثمانية التي جاءت في القرآن لن نحتاج إلى قروض
من البنك الدولي ولا غير الدولي، أنا أذكر ذات مرة عندما كنت أقدم برنامج لقاء
الإيمان في القناة السادسة المباركة، اتصل بيا على الهواء مدير بنك كنت أنا بتكلم
عن الزكاة وفرضيتها وجمالها وبقول شعر في الزكاة فقالي يا مولانا أنا بضم صوتي
لصوتك، أنا مدير بنك وعندنا خزانات في البنك مليانة دهب، وأنا بقول على الهواء
أهو: لو أن كل امرأة مصرية أو عربية تطلع بس زكاة الذهب ما بقي في بلدنا فقير واحد.
الكلام ده سيدنا عمر نفذه والنتيجة أنتم
تعرفونها.
إنها صحوة الإسلام إنه ضمير الأمة عندما يصحو
من جديد إنه النور الذي يبدد ظلمات العالم يستشعر الناس نعمة الأمن والأمان من
الله العلي الكريم.
"إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ
رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58)
وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا
آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ
رَاجِعُونَ (60) أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61)" المؤمنون