توجيه الأمراء والولاة تطالعنا السماحة النبوية في أسلوب الرسول الكريم في توجيه الأمراء والولاة "كان رسول الله إذا أمر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا ثم قال: اغزوا باسم الله في سبيل الله. قاتلوا من كفر بالله. اغزوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدًا. وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال، فأتيهن أجابوك فأقبل منهم وكف عنهم. ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين، فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونوا كأعراب المسلمين ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء، إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فسلهم الجزية، فإن هم أجابوك فأقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم". وتتسع سماحة الرسول لأوسع مما تقدم فها هو أنس خادمه يحدثنا (خدمت النبي صى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي أف قط، ولا قال لشيء صنعته: لم صنعته؟ ولا لشيء تركته: لم تركته؟). ويوصي بالدواب (إذ ركبتم هذه الدواب فأعطوها حظها من المنازل ولا تكونوا عليها شياطين) كما كان (أرحم الناس بالصبيان والعيال) (وإذا قدم من سفر تلقي بصبيان أهل بيته). إنها سماحة هذا الفؤاد الرحب، وهذا العطف الإنساني الشامل في معاملته لأعدائه وشانئيه فضلًا عن معاملته للأصفياء. فما ثأر من أحد أساء إليه في شخصه وقد عفا عن رجل هم بقتله وهو نائم، ورفع السيف ليهوي به فسقط من يده على كره منه، وما حارب قط أحدًا كان في وسعه أن يسالمه ويحسن إليه. إنها النفس الكريمة المطبوعة على السماحة والصداقة والرحمة التي ترتفع عن الصغائر وتقدم خير الأمثلة على السلوك الفريد الذي يقتدي به.