اليقين رفيق فقراء المؤمنين

الرئيسية المقالات مقالات دينية

اليقين رفيق فقراء المؤمنين

اليقين رفيق فقراء المؤمنين
الذي لم يتنعم في الدنيا، وكان فقيرًا، يعيش على راتب بسيط، أو على دخل بسيط، هذا عنده يقين أن الله تعالى أَعَدَّ له في الجنة تعويضًا عن كدِّهِ، وعن تعبه، وعن مشقته في الدنيا، وأن الله تعالى أعد له من النعيم في الآخرة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وأقل نعيم في الجنة هو أعظم نعيم لملك من ملوك الأرض، كما جاء في الحديث: "إنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْها، وآخِرَ أهْلِ الجَنَّةِ دُخُولًا، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ كَبْوًا، فيَقولُ اللَّهُ: اذْهَبْ فادْخُلِ الجَنَّةَ، فَيَأْتِيها، فيُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّها مَلْأَى، فَيَرْجِعُ فيَقولُ: يا رَبِّ وجَدْتُها مَلْأَى، فيَقولُ: اذْهَبْ فادْخُلِ الجَنَّةَ، فَيَأْتِيها فيُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّها مَلْأَى، فَيَرْجِعُ فيَقولُ: يا رَبِّ وجَدْتُها مَلْأَى، فيَقولُ: اذْهَبْ فادْخُلِ الجَنَّةَ، فإنَّ لكَ مِثْلَ الدُّنْيا وعَشَرَةَ أمْثالِها، أوْ: إنَّ لكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أمْثالِ الدُّنْيا- فيَقولُ: تَسْخَرُ مِنِّي- أوْ: تَضْحَكُ مِنِّي- وأَنْتَ الملكُ فَلقَدْ رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ضَحِكَ حتَّى بَدَتْ نَواجِذُهُ، وكانَ يقولُ: ذاكَ أدْنَى أهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً"([1]).
 إنه لا يصدق، لأنه لم يقدم عملًا يساوى هذا الجزاء العظيم، فانظر كيف أعطاه الله تعالى رغم أن عمله بسيط، قال تعالى{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} (يونس: 9)، ومعنى الآية: إن الذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الصالحات يدلهم ربهم إلى طريق الجنة ويوفقهم إلى العمل الموصل إليه، بسبب إيمانهم، ثم يثيبهم بدخول الجنة وإحلال رضوانه عليهم، تجرى من تحتهم الأنهار في جنات النعيم.
قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (القصص: 85)، وهذه الآية الكريمة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يهاجر، ومعناها: إنك ستهاجر الآن، ثم تعود، وإن الذي أمرك بالهجرة هو الذي يأذن لك بالعودة، إن الذي أنزل عليك أيها الرسول القرآن، وفرض عيك تبليغه والتمسك به، لمرجعك إلى الموضع الذي خرجت منه، وهو "مكة"، قل أيها الرسول لهؤلاء المشركين: ربي أعلم من جاء بالهدى، ومَن هو في ذهاب واضح عن الحق.

([1]) صحيح البخاري: 6571.

تصفح أيضا

القهار

القهار

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض