المخلوقات أمم لها حياتها ونظامها

الرئيسية المقالات مقالات دينية

المخلوقات أمم لها حياتها ونظامها

المخلوقات أمم لها حياتها ونظامها
أحبتي الكرام، إنَّ الله تعالى خلق أشياء ثم حرمها علينا؛ لأنها لم تخلق لأجل الأكل والطعام؛ فالفئران لم يخلقها الله شهية لك، والصراصير التي يأكلونها في الصين واليابان لم يخلقها الله شهية، والثعابين التي يأكلها الناس في كوريا لم يخلقها الله شهية للناس، أما الخنزير فسيأتي الكلام عنه بعد قليل، وبالتالي فإن مسألة الخلق لا نستطيع أن نحاكم فيها الخالد، لماذا؟
لأن الله تعالى حينما خلق الأشياء رتب لها دروبا شتى في الحياة، وجعل لها عوالم وجعلها أمم؛ فالنمل أمة، والنحل أمة، والمخلوقات كلها أمم لها حياتها ونظامها، ونحن لا نعلم إلا القشرة الخارجية من كل تلك الأشياء، ولعلي قلت قبل أربع سنوات معلومة مهمة، وهي أن الحكومة المصرية استوردت مبيدا حشريا قويا لقتل الفئران يتبع لوزارة الزراعة، وتم نشره في جميع القطاع الزراعي في مصر كلها، وفعلا ماتت جميع الفئران والنتيجة مبهرة، ولكن المفاجأة غير سارة؛ حيث ظهرت أنواع من القوارض لم نكن نعرفها، وهي أشد فتكا من الفئران، وكانت الفئران تتغذى عليها وتعيش عليها، وهذا الكلام حدث في مصر، وحدث في أستراليا أيضا.
فإذا أردنا أن نبيد أمة مثلا فهذا وارد من ناحية الإمكانات بالمبيدات والسموم الحشرية، ولكن التأثير الآخر هو أننا إذا تخلصنا من أمة بأكملها سيؤثر هذا على نظام الكون، على سبيل المثال حاولوا قتل جميع الثعابين في دولة من الدول واستخدموا أساليب معينة في البيئة الزراعية بالذات وبالفعل نجحوا في إبادتها، ثم ظهر في هذا العام كمية فئران في هذه الأرض اكتسحت الأخضر واليابس، ثم تبيّن لهم أن وجود الثعابين والفئران في مكان واحد عبارة عن توازن بيولوجي، توازن طبيعي، توازن كوني، والتوازن داخل الكون ليس بالقوة ولا بطائرات الرش، وإنما التوازن عبارة عن حسابات إلهية.
يقول تعالى: ﴿وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ﴾ [الحجر:19]؛ فكـل شيء موزون، حتى قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ﴾ [الحجر:20]؛ فالأمم التي لا يعرف عنها أحد شيئا؛ فكل هؤلاء جعل الله لهم رزقهم، ولو أن الواحد منا تعهد بعض القطط، وظل يطعمها يوما ويوما كلما نزل للصلاة - مثلا - كما حدث مع بعض أحبابنا كان حفيا بالقطط، وكان يطعمها في كل صلاة: صلاة الفجر وصلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ويضع الطعام عند باب العمارة، وقد غاب عن قلبه أن الله الذي خلقها هيّأ لها الأرزاق، يقول تعالى: ﴿وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ﴾ [الحجر:20].

فقلت له: يا أستاذنا يا حبيبنا أنت من الصالحين، فقال لي: جزاك الله خيرا، فقلت له: ولكنك عندما تمضي إلى ربك وعندما يأتيك الأجل من يُطعم هذه القطط، فقال: الله الذي خلقها، فقلت له: الذي خلقها هو الذي يرزقها في جميع الأحوال، يقول تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾ [الحجر21]؛ فكل شيء في الكون عبارة عن خزائن، وهذه الخزائن هي في علم الله تعالى، والخير ينزل منها بقدرة الله ولا ينزل إلا بقدر معلوم، ولهذا فإن الله تعالى يقـول: ﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ﴾ [الشورى:27].

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض