المجتمع لابد وأن يكون فيه توازن

الرئيسية المقالات مقالات دينية

المجتمع لابد وأن يكون فيه توازن

المجتمع لابد وأن يكون فيه توازن

من كتاب مناظرات ايمانية لفضيلة الاستاذ الدكتور / أحمد عبده عوض  الداعية والمفكر الاسلامى

فضيلة الدكتور يجيب الملحد: معناها بالمشيئة التي أرادها وبالقدرة التي أرادها، كما أن الله تعالى يقول: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَة﴾ [هود:118]، فلو أراد الله لخلق الناس كلهم أسوياء وأصحاء، أو جعلهم كلهم أغنياء  أو رجال أعمال ولو شاء الله لخلقهم كلهم أطباء، ولكن المجتمع سيفتقر؛ لأن المجتمع لابد وأن يكون فيه توازن، ويكون فيه الطبيب والمهندس والدكتور والمدرس وصاحب الصنعة، وهكذا فإن هذا التنوع دليل على قدرة الله تعالى على استمرارية الحياة بالكيفية التي أراداها الله تعالى.

الملحد يقاطع الدكتور قائلا: أولم يكن خيرا لربك المزعوم ما دام هو الذي يصور في الأرحام كيف يشاء، فلماذا خلق هؤلاء، وهو يعلم أنهم لن يتنعموا في هذه الحياة؟!ولن يفرحوا بهذه الحياة؟!

عزيزي الملحد إن كلامك خطأٌ؛ لأن مشيئة الله تعالى في خلقهم هي مشيئة نافذة؛ فقد كتب الله له آجالا وآمادًا، وكتب لغيرهم آجالا وآمادًا، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، وقد أراد تعالى منهم أن يأتوا إلى هذا الكون فكان مجيئهم للدنيا؛ ليتنعموا تنعما حتى ولو كان بسيطا.

الملحد يقاطع فضيلة الدكتور، قائلا: أي تنعم هذا، وكل مستشفيات العالم تعجز أن تعالج مثل هؤلاء؟! فأي نعيم هذا؟!

معك حق -يا عزيزي الملحد- فإن الطب عاجزٌ عن معالجة هؤلاء كي يعلم الناس أن الله له مشيئة، والطب عاجز؛ لكي يعلم الناس أن الله تعالى له إرادة، والطب عاجز؛ كي يعلم الناس أن الله تعالى له مشيئة فوق أي مشيئة أخرى على وجه الأرض، والطب عاجز؛ لأن هناك أسبابا أخرى للشفاء إذا أرادها الله تعالى كتب الله لها الشفاء.

الملحد يقاطع فضيلة الدكتور، ويقول: إن هذه الأم التي ظلت تبكي على ولدها الذي عنده ضمور في خلايا المخ، وظلّت تدعو ربها، وتقول له: يا رب خذني إليك واجعل ابني صحيحا سليما معافىً، ولم يحدث شيء!! فأين كان ربكم؟! ألم يكن يسمعها في هذا الوقت؟! هل كان منشغلا عنها؟!

أحبابي الكرام، إن الملحد هنا يتحدث عن تلك المرأة، وهي امرأة كانت قريبة له وابنها كان عنده ضمور في خلايا المخ، وقلت للملحد: حاشا لله أن يسمعها ولا يستجيب؛ فقد سمعها الله تعالى، وقد استجاب لها.

الملحد يقاطع فضيلة الدكتور قائلا: (لا) كلامك خطأ؛ لأنه لم يستجب لها، ألم أقل لك إنك غبي ولا تفهم!

فضيلة الدكتور يقول للملحد: (لا) يا عزيزي فقد سمعها الله تعالى وقد استجاب لها.

الملحد يقول: لا لم يستجيب لها؛ لأن الطفل لا زال على حالته لا يتحرك ولا يفعل شيئا، فكيف - إذن - يكون ربكم قد استجاب لها؟!

صديقي الملحد إن الله استجاب لها بأن أعطاها الله قوة على الصبر، وسأعطيك مفاجأة، فهل سألت هذه الأم مرة عن أنها تمنت لابنها أن يموت؟ هل تمنت لابنها أن يموت؟ هذه التي دعت، وعلى حدّ قولك لم يُستجب لها، فهل قالت: يا رب خذ ولدي، وأرحمه من هذا المرض؟

الملحد يجيب: (لا) لم تقل هذا.

فضيلة الدكتور يسأل الملحد: وما علامة هذا؟

الملحد يقول: إن هؤلاء أدوات الرضا وهؤلاء هم مفاتيح الرضا.

اعلم -يا صديقي الملحد- إن هؤلاء الذين يقول عنهم الملحد: إنهم مشوهون ليسوا مشوهين أبدا؛ فهم أشد الناس إيمانا على وجه الأرض، وأهلوهم أشد الناس صلابة وثباتا على وجه الأرض وأهلوهم لم يكونوا معترضين على قضاء الله وقدره رغم أن البلاء شديد وعسير.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض