بسم الله الرحمن الرحيم
الإنسان المسلم الصالح الصادق يُمكن في الأرض ليس بشطارته ولا بنباهته ولا بعفته ولكن يُمكن في الأرض
لأن الله تعالى أراد له التمكين، وهذا وعد الله للذين آمنوا وعملوا الصالحات ليمكنن لهم في الأرض وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا
لابد أن يفرح المسلم أن التمكين يأتي له من الله سبحانه وتعالى
لكن التمكين له شروطه، وله حقوقه، وله واجباته، لعل من أهم شروط التمكين
(وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي)
التمكين مربوط بالعبادة
(يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ.(
أيها المسلمون، أيها المحبون، ذو القرنين لما ذهب إلى بلاد لا يكادون يفقهون شيئًا، طلبوا منه أن يعمل بأجر
فرفض الأجر وقال (أعينوني بقوة) ساعدوني حتى أعان على ما أنا فيه، فإذا أكرمني ربي ونهض بحالي، وحللت مشكلتكم وأقمت لكم ردما أو سدا فهذا تمكين من الله
(قال ما مكني فيه ربي خير)
التمكين لا يأتي بالعبادة فقط، التمكين يحتاج إلى صحبة طيبة تساعد الإنسان على أن يُمكن في الأرض، وأن تكون له كلمة وصولة وجولة وأن يُسمع كلامه
إذن لو كنا أقوياء ثم تفرقنا لن يمكن لنا في الأرض، ولو كنا قلة واجتمعنا لمكن الله لنا في الأرض