الشَّرَّ المنسوبِ إلى الله عَزَّ وَجَلَّ يأتي من سوء النية عند الملاحدة

الرئيسية المقالات مقالات دينية

الشَّرَّ المنسوبِ إلى الله عَزَّ وَجَلَّ يأتي من سوء النية عند الملاحدة

الشَّرَّ المنسوبِ إلى الله عَزَّ وَجَلَّ يأتي من سوء النية عند الملاحدة
أحبابي الكرام، أنا أرد على أولئك الملاحدة بكل فطرية وبكل نقاء، وأقول إنَّ كلَّ الشَّرَّ المنسوبِ إلى الله عَزَّ وَجَلَّ يأتي من سوء النية ومن سوء الطوية عند الملاحدة، ولذا فإنه في العام الماضي عندما رددت عليهم بما قدمت به مناظرة اليوم في سقوط الرافعة على الحجيج الذين ماتوا شهداء قبل الحج بيومين، ورددت وقلت: إنَّ هؤلاء الناس الذين ماتوا، أولا- هم ماتوا شهداء، والملاحدة وقتها كتبوا مقالات صعبة جدا وقالوا عن الله كلاما فظيعا شديدا مؤلما، وكنت أردّ عليهم بالحكمة والموعظة الحسنة والأدب الشديد والعفة، وقلت لهم سنتخيل أن هؤلاء الذين وقعت الرافعة على رؤوسهم، وكاونوا يجلسون في بيوتهم، وانتهت رحلة حياتهم، فأين يذهبون؟! وجاءهم ملك الموت، فهل يجرون أمامه؟
هل يقولون له لا نحب الموت الآن؟! أم أَنَّ الأجلَ أَتى وهم مجموعون في مكانٍ؟ وحتى لو لم يكونوا مجموعين في مكان لَمَاتَ كُلُّ وَاحدٍ منهم في موضعهِ ومضجعهِ، يقول تعالى: ﴿لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ﴾ [آل عمران: 154]، وإني على يقين أن الملاحدة لن يقتنعوا بما جئت من أدلة، وبالأخص تلك الآية القرآنية الأخيرة من سورة آل عمران؛ لأنهم في الأساس لا يقتعنون بالقرآن ويصفون القرآن بأنه كلمات مبهمة مضللة للعقول، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وتراهم يهاجمون القرآن في كل وقت وآن، يعتبرونه مخدرا لعقول الناس، ولعقول الشعوب.
ملاحظة:
الملاحدة لا زالوا على اقتناع تام بأن القرآن هو كلام مخدّر للناس، كلام يخدّر عقولهم، ويصبرهم على ربهم هذا الذي ترك الشر يحدث ليموت الناس، وليتعذب الناس، ونردّ على الملاحدة قائلين: إن كلامكم هذا خطأ؛ فالدين لا يخدر الشعوب ولا يلعب بأعصاب الشعوب، ولا يلعب بعقول القرّاء، وإنما يقدّم لهم الحقيقة، وبوسعكم -أيها الملاحدة- أن تردوا على كلامي دون أن تهاجموني بهذه الفظاظة، وبوسعكم أن تقارعوني الحجة بالحجة؛ فكلما أقدم لكم حجة مدروسة تردون عليها بحجة مدروسة، ودائما -يا سادة يا كرام- فإننا عندما نتكلم مع الملاحدة في قضية معهم – وهذا عهدنا بهم منذ سنوات عديدة – وعندما يشعرون أن الخناق قد ضاق عليهم، وأن الحبل بدأ يلتف حول أعناقهم فإنهم يأخذونك إلى حَارةٍ أخرى؛ وذلك لكي يبعدوننا عن المنطقة التي فشل أن يرد فيها.
أحبابي الكرام، إن الماحدة لا زالوا يصرون على كلامهم، ولا يريدن الاقتناع فيقولون لي: احذر أن تخدرنا بكلامك -أيها الدكتور- فنحن على اقتناع أنَّ السيولَ تأتي على أماكن فتقوم بتشريد الناس وتُهجِّر الناس وتُبعد الناس عن أماكنهم، وكذلك الزلازل والبراكين؛ فكم يأتي على العباد زلازل وبراكين تسبب النكبات، ولم يكن العباد يستعدون لها أبدا.
أصدقائي الملاحدة، أنا لا أخدركم ولا أخدر غيركم وهذه الشرور التي تعتقدون أنها شر ليت شرا، وأرجو أن تنظر إلى تلك المناطق التي نزلت فيها السيول بعد عام أو بعد عامين، وسترى فيها نماءً وخضرةً، وستراها أرضا خصبة، وسترى في تلك المناطق نعيما، وسترى فيها سعة وسترى فيها فتحا، وكأن هذه السيول التي ظهرت أمامك على أنها شر بينما هي كانت فتحا لهذه المنطقة الزراعية؛ لكي تمدّ بأسباب القوة وأسباب المنعة التي تعطيها جرعات الحياة؛ لكي تواصل رحلة الحياة، ولقد ظهرت أمامك أيامها أنها شر، وبعد سنوات تبين لك أنها كانت تَكْتنَز خيرا، وكان في داخلها خير كبير.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض