الذين ضل سعيهم
{الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}(الكهف:104).. إنهم الذين
ضلَّ عملهم في الحياة الدنيا وهم مشركو قومك يا محمد وغيرهم ممن ضلَّ سواء السبيل،
فلم يكن على هدى ولا صواب، وهم يظنون أنهم محسنون في أعمالهم.. إنسان يفعل المعصية،
تسأله لماذا تعصي قيوم السموات والأرض؟ يقول: أنا أحسن من غيري، أنا عملت معصية
واحدة غيري عمل ألف معصية، والثاني تسأله فيقول: أنا أحسن من غيري، أنا عملت ألف
معصية لكن غيري عمل مليون معصية، وهكذا الأخسرون أعمالًا، لأجل هذا قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم:"أَلَا إنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ ما
جَهِلْتُمْ، ممَّا عَلَّمَنِي يَومِي هذا، كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلَالٌ،
وإنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وإنَّهُمْ أَتَتْهُمُ
الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عن دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عليهم ما أَحْلَلْتُ
لهمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بي ما لَمْ أُنْزِلْ به سُلْطَانًا"